كان بنو إسرائيل قد وعدوا بالنعيم إن وفوا بعهودهم، وَ لَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الْأَنْهارُ لكنهم نقضوا الميثاق، و لا يزالون حتى اليوم
ينقضونه.
و كان نتيجة ذلك التشتيت و التشريد، و سيبقون كذلك ما داموا ناكثين. و إذا
رأينا لهم يوما جولة و ضجيجا بفضل الدعم الاستكباري لهم، فإن هذه الجولة سرعان ما
ستخبو إن شاء اللّه أمام صولة أبناء الإسلام ... و ها نحن نرى في الأفق بوادر
الصحوة الإسلامية التي تدفع بالشباب أن يتخلوا عن المدارس الفكرية المنحرفة و
الاتجاهات القومية و العنصرية الكافرة و يقضوا على هذا الضجيج.
3- وفاء اللّه بعهده
نعم اللّه تستتبعها دوما قيود و شروط، و إلى جانب كل نعمة، مسئولية و شرط.
عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليه السّلام في قوله اللّه عزّ و جلّ: أَوْفُوا
بِعَهْدِي قال: قال بولاية أمير المؤمنين عليه السّلام
«أوف بعهدكم أوف لكم بالجنّة» [2].
و لا عجب إن ورد الإيمان بولاية علي عليه السّلام في هذا الحديث، باعتباره
جزءا من العهد. لأن الإيمان بالأنبياء و مؤازرتهم، من بنود العهد مع بني إسرائيل،
و يستتبع ذلك الإيمان بخلفاء الأنبياء باعتبارهم امتدادا لمسألة القيادة و الولاية
و هذه المسألة ينبغي تحققها بشكل يتناسب مع زمانها. موسى عليه السّلام في زمانه
كان