و تمهيدية لآدم كي يهبط بعدها إلى الأرض. و كان النهي ذا طابع اختياري [1].
3- المقارنة بين معارف القرآن و التوراة:
أكبر مفاخر آدم و أعظم نقاط قوته التي جعلته زبدة الكون و مسجود الملائكة هي-
كما يظهر من الآيات- تعليمه الأسماء و اطلاعه على حقائق الكون و أسراره.
واضح أن آدم خلق لهذه العلوم، و أبناء آدم- إن أرادوا التكامل- عليهم أن
يستزيدوا من هذه العلوم، و تكاملهم يتناسب مرادفا مع معلوماتهم عن أسرار الخليفة.
نعم، القرآن يصرّح بأن عظمة آدم تكمن في هذه النقطة. و لكن التوراة تذهب إلى
أن سبب خروج آدم من الجنّة و خطيئته الكبرى هو اتجاهه نحو العلم و معرفة الصالح و
الطالح! جاء في الفصل الثاني من «سفر التكوين» من التوراة:
«و أخذ الرّبّ الإله آدم و وضعه في
جنّة عدن ليعلمها و يحفظها. و أوصى الرّب الإله آدم قائلا من جميع شجر الجنّة تأكل
آكلا. و أمّا شجرة معرفة الخير و الشّرّ فلا تأكل منها.
لأنّك يوم تأكل منها موتا تموت».
و جاء في الفصل الثالث من التوراة:
«و سمعا صوت الرّبّ الإله ماشيا في
الجنّة عند هبوب ريح النّهار. فاختبأ آدم و امرأته من وجه الرّبّ الإله في وسط شجر
الجنّة. فنادى الرّبّ الإله آدم و قال له أين أنت. فقال سمعت صوتك في الجنّة فخشيت
لأنّي عريان فاختبأت. فقال من أعلمك أنّك عريان. هل أكلت من الشّجرة الّتي أوصيتك
أن لا تأكل منها. فقال آدم: المرأة الّتي جعلتها معي هي أعطتني من الشّجرة فأكلت
....
[1]- لمزيد من التوضيح في هذا المجال،
راجع المجلد الرابع من هذا التّفسير، ذيل الآيات (19- 22) من سورة الأعراف، و
المجلد العاشر ذيل الآية (121) من سورة طه.