غالباً ما تكون الفضائل الأخلاقيّة، مترابطةٌ في ما بينها برابطةٍ وثيقةٍ، كما
هو الحال في الرّذائل وعلاقتها الوثيقة مع بعضها، وعلى هذا يصعب التّفكيك والفصل
بينها في الغالب.
و هذا التّرابط قد يكون بسبب الجُذور المشتركة بينها، وربّما يكون بسبب
الّثمرات المترتبة عليها ونتائجها في حركة الإنسان والحياة.
و في القسم الأول، وهو البحث في الجذور المشتركة بين القيم في المنظومة الأخلاقية،
لدينا أمثلةٌ واضحةٌ، ففي كثير من الموارد، تكون الغيبة وليدة الحسد، ويسعى الحسود
دائما لفضح وتعرية محسوده، و الإستهانة بشخصيته من موقع التّهمة والإفتراء و
التّكبر، و التّحرك على مستوى تحقير و تهميش الآخرين، فكلّ هذه الرّذائل يمكن أن
تكون من إفرازات الحسد أيضاً.
و بالعكس، فمن كان يعيش علوّ الهمّة، و سمّو الطبع، فسوف لا يقف في مقابل
الشهوات الرخيصة والطمع فيها فحسب، بل تكون لديه حصانةٌ ضدّ: الحسد و الكِبر
والغرور والتملّق، أيضاً.
و بالنسبة للنتائج و الثمرات، نرى هذا الإرتباط بصورةٍ أوضح، فالكذب يمكن أن
يكون مصدراً لأكاذيب اخرى، و ربّما ولتوجيه أخطائه و ذنوبه، يرتكب الشخص أخطاءً
اخرى، و