responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 256

أمرها، وهذا ما تُحدِّثنا به الآيات التالية: «فَأَجَاءَهَا الْمخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَني مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَنْسِيّاً* فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَني قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً* وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْعَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً* فَكُلِي وَ اشْرَبي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيْنَ مِنْ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولي إِنّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمانِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً» [1].

و إختلف المفسّرون في الذي نادى مريم عليها السلام، فقال بعضهم: إنّه جِبرائيل عليه السلام، و سياق الآية قرينةٌ على هذا المعنى، و قال البَعض الآخر، كالعلّامة الطّباطبائي رحمه الله، إنّه إبنها عيسى عليه السلام، و كلمة: «من تحتها»، تناسب هذا المعنى، لأنّه كان بين أقدامها، علاوة على أنّ أغلب الضّمائر في الآية الشّريفة، تعود على المسيح عليه السلام، و تَتَناسب أيضاً مع كلمة «نادى»، و على كلٍّ فإنّ مَحَطَّ نظرنا، هو الأمرُ بنذر السّكوت، فأيّاً كان المُنادي، جبرائيل عليه السلام، أو المسيح عليه السلام، فإنّ المهم هو، أنّ ذلك النّذر، يفضله ويرجحّه الباري تعالى، و خصوصاً أنّ ذلك الأمر، كان سائداً في وقتها، و هو من الأعمال التي يُتقرّب بها إلى اللَّه سبحانه وتعالى، فلذلك لم يعترض على مريم عليها السلام أحد، بالنّسبة إلى هذا العمل بالذّات.

و يوجد إحتمالٌ آخرٌ لصوم مريم عليها السلام، و هو الصّوم عن الطّعام و الشّراب، بالإضافة لصوم السّكوت.

أمّا في الشّريعة الإسلاميّة، فإنّ صوم السّكوت حرام، لتغيّر الظّروف المكانيّة و الزمانيّة، و قد وَرد عن الإمام علي بن الحسين السّجاد عليه السلام، أنّه قال: «وَصَومُ الصَّمتِ حَرامٌ» [2].

وَ وَرد في نفس هذا المعنى في حديثٍ آخر، في وصايا النّبي الأكرم صلى الله عليه و آله، إلى الإمام علي عليه السلام‌ [3].

وَ وَرد عن الإمام الصّادق عليه السلام، أنّه قال: «وَ لا صَمْتَ يَوماً إِلَى اللّيلِ» [4].

و الطّبع، فإنّ من آداب الصّوم عندنا، هو المحافظة على اللّسان و باقي الجوارح من الذّنوب، قال الإمام الصادق عليه السلام في هذا الصّدد: «إِنّ الصّومَ لَيسَ مِنْ الطّعامِ و الشَّرابِ وَحْدَهُ إِنَّ مَريَمَ‌


[1]. سورة مريم، الآية 23 إلى 26.

[2]. وسائل الشيعة، ج 7، ص 390، باب تحريم صوم الصّمت.

[3]. المصدر السابق.

[4]. المصدر السابق.

نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 256
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست