responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 132

الحَسناءِ فِي مَنْبَتِ السُّوءِ» [1].

هذا التّشبيه البليغ، يمكن أن يكون إشارةً، لتأثير المحيط الصّالح و السّي‌ء في شخصية الإنسان، على المستوى الإيجابي و السّلبي، أو هو إشارةٌ لمسألة الوراثة، و تأثيرها على مُجمل الشّخصية، أو إشارةٌ للإثنين معاً.

وفي‌ «الآية الثانية»: إشارةٌ لقوم بني إسرائيل، الّذين بقوا لسنواتٍ طويلةٍ، تحت إشراف وتعليمات النّبي موسى عليه السلام، في عمليّة الهداية الرّوحية و المعنويّة، و في مجال التوحيد و سائر الاصول الدينيّة، ورأوا بامّ أعينهم المعجزات الإلهيّة، كإنفلاق البحرلهم، ونجاتهم من براثن فرعون وجنوده، ولكن وبمجرد أن صادفوا في طريقهم للشام والأرض المقدسة، قوماً يعبدون الأصنام، تأثّروا بهم و بمحيطهم الملّوث، وقالوا: «يَا مُوسَى اجْعَل لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ».

فتعجّب موسى عليه السلام من هذا الإنقلاب، و غضب غضباً شديداً، من قولهم هذا وقال لهم:

«إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ».

وأخذ يبيّن لهم مفاسد عبادة الأصنام.

والعجيب أنّ قوم بني إسرائيل، و بعد التّوضيحات الصّريحة و المكرّرة لموسى عليه السلام، بقوا تحت تأثير هذا المحيط المسموم السّلبي، بحيث إستطاع السّامري أن يتحرك من موقع إغوائهم، و تفعيل عناصر الإنحراف لديهم في غيبة موسى عليه السلام، و الّتي إستغرقت عدّة أيّام، حيث صنع لهم صنماً من ذهبٍ، و تبعه الغالبيّة من هؤلاء القوم، و تحوّلوا من أجواء التّوحيد إلى أجواء الشّرك.

فهذا الأمر يمثل علامةً واضحةً على تأثير المحيط السّلبي، في صياغة السّلوك الإنساني، من موقع الانحراف والزيغ في دائرة المسائل الأخلاقية، بل و حتّى العقائديّة أيضاً، ولا شك أنّ بني إسرائيل وقبل مرورهم باولئك القوم، كانت لديهم الأرضيّة المساعدة لعبادة الأصنام، وذلك إثر بقائهم مع الوثنييّن المصرييّن لمدةٍ طويلةٍ، فعندما رأوا ذلك المنظر، عادوا في دائرة الذّاكرة إلى ذلك الماضي الأسود، وعلى كل حال فإنّ كلّ هذه الامور، هي دليل واضح على تأثير


[1]. وسائل الشيعة، ج 14، ص 19، ح 7- بحار الانوار، ج 100، ص 232، ح 10.

نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 132
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست