يقول بعض
القراء الأعزاء هنالك شبهة تطرح اليوم في الأوساط المادية ولا نمتلك الردّ الشافي
لها؛ رجاءً افيضوا علينا بهذا الشأن: «أننا نقرّ بأنّ نظام الوجود يحتاج في ظهوره
إلى مُبدىء له علم وقدرة، إلّاأنّ ديمومة هذا النظام ليست بحاجة إلى ذلك
المبدىء؛ ذلك لأنّ خلق العالم قام على أساس نظام العلّة والمعلول بحيث يستمر هذا
النظام تلقائياً- سواء كان أم لم يكن ذلك الخالق- فالساعة الدقيقة قد تعمل لسنوات
دون أن يكون هنالك من وجود لصانعها، أو المركبات الفضائية التي تتابع مسيرتها
لسنوات في الفضاء وترسل لنا الأخبار دون أن يكون هنالك من وجود لصانعها».
الجواب:
إنّ هذه
الشبهة ليست جديدة ليثيرها اليوم الماديون، بل أثيرت سابقاً وقد أجاب عنها
الفلاسفة والمتكلمون؛ على كل حال ترد هذه الشبهة بصيغتين:
الأولى أنّ
الوجود أو النظام الخاص يحتاج في ظهوره إلى علة، لكنه لا يحتاج قط هذه العلة في
بقائه واستمراره، سواء كانت تلك العلة الأولى أم غيرها. وهذا ما اعتقد به بعض