إننا نعلم بأنّ اللَّه رحمن ورحيم ورؤف بعباده، فلماذا وردت في المصادر
الإسلامية كالقرآن والسنّة خشية اللَّه؛ ما سرّ خشية اللَّه العادل الرحيم؟
الجواب:
إنّ خشية اللَّه بمكانها وبالصيغة المنطقية والمعقولة في وجود الإنسان من
النعم الإلهيّة؛ فالخوف عنصر وقائي يحصن الإنسان من العديد من المخاطر: فلو لم
يخشى الإنسان عوامل الخطر من قبيل الوحوش وإنهيار سقوف البيوت والأمراض الخطيرة
لوقع في تلك الأخطار وتصدع كيانه. فهذا الخوف يحذر الإنسان من مس المجذوم عبثاً
والوقوف على مهاوي الردى ويمده بأسباب القوة إزاء الأخطار المحتملة. ولو لم يشعر
الإنسان في هذه الأحوال وما شابهها بالخوف من الضرر والخطر لسار نحو الفناء
والزوال.
وبالطبع الخوف الذي يدعو إلى حفظ الإنسان وتكامله ذلك الذي يستند إلى المنطق
والعقل؛ أي يخشى الإنسان تلك العوامل الخطيرة حقاً، وإلّا فالخشية غير المنطقية
والعبثية والتي يعبر عنها بالجبن فهي أساس التخلف والهزيمة والفشل. والخشية
العبثية في أن