ما المراد من الآية: «فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا
وَلْيَبْكُوا كَثِيراً»[1] هل أمر اللَّه الناس بالضحك قليلًا والإكثار من البكاء، مع أنّ كثرة البكاء
فيها اضرار كثيرة لا يرضاها الشارع المقدّس قطعاً، بينما في الضحك نشاط الجسم
والروح فلماذا هذا المنع؟
الجواب:
إنّ من فسّر الآية هكذا لم يلتفت إلى صدرها وعجزها، فالآية الواردة في سورة
التوبة تتحدث عن المنافقين والمتقاعسين عن الجهاد، وقبلها الآية: «فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ
اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ
حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ»[2]. ثم تلتها الآية
«فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيراً جَزَاءً بِمَا كَانُوا
يَكْسِبُونَ».
والخلاصة، فذيل الآية وما قبلها وبعدها وشروع العبارة بفاء التفريع كلّها تشير
بوضوح