33- ما معنى «كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ»؟
سؤال:
هل تفنى روح الإنسان، أم لا؟ إن قلت إنّها مجرّدة لا تفنى، فما معنى «كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ»؟[1]
الجواب:
ليس المراد من الهلاك في الآية، العدم والفناء المطلق؛ ذلك لأنّ جسم الإنسان
لا يفنى تماماً فضلًا عن روحه، فالجسد يتحلل ويعود يوم القيامة، وعليه فالروح لا
تفنى مطلقاً سواء اعتبرناها مجرّدة أم لم نعتبرها، حتى جسم الإنسان لن يكون كذلك،
بل المراد منه في الآية فناء الصورة. ففناء الإنسان قطع رابطة الروح بالجسد
واختلال وضعه السابق، وإن واصل كل من الجسم والروح بقاءه بوضع آخر.
والشاهد على ذلك الآيات الواردة بشأن هلاك الأقوام الماضية مثل: «وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الْأُولَى* وَثَمُودَ فَمَا
أَبْقَى* وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ
وَأَطْغَى»[2] ومن