سعى أحد الكتاب لتطبيق بعض الآيات على نظرية «الترانسفورية» (التكامل التدريجي
للأحياء من نوع إلى آخر) ليثبت أنّ القرآن يدعم نظرية النشوء والارتقاء فاستدل
بهاتين الآيتين:
1- «أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا
خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً»[1] حيث فهم من كلمة «من قبل» و «لم يك
شيئاً» أنّ الإنسان لم يك شيئاً قبل بلوغ مرحلة
التكامل، لكنّه كان يعيش مع الحيوانات- من الحيوانات الأحادية إلى القرود التي
تشبه الإنسان- ولم يكن له أي تكامل مادي أو معنوي.
2- «هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ
الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً»[2] وهنا أيضاً فهم أنّه «لم يكن بشيئاً مذكوراً» في الكتب
السماوية ولم يمتلك من تكامل يؤهله لأن يذكر في صحف إبراهيم والتوراة والانجيل
والقرآن. فهل هذه الآيات تؤيد حقاً النظرية المذكورة، وبخلاه فما تفسيرها؟