صرح الفقهاء بضرورة إخلاص نيّة المصلي في العمل وأن لا يدفعه للعمل سوى طاعة
اللَّه، وعليه فالصلاة للرياء والشهرة باطلة حيث تفتقر إلى النيّة الخالصة. وعلى
ضوء هذه القاعدّة تبطل الصلاة بالإجبار والإكراه، لأنّ دافعه لم يكن طاعة اللَّه،
والحال هنالك إجبار في بعض البلدان الإسلامية على إقامة الصلاة- ولا سيما الجماعة-
فما حكم ذلك؟
الجواب:
بغض النظر عن الأبحاث المسهبة للعلماء بشأن ماهية العبادة، وبعض مبانيها لا
تنسجم مع الإكراه والإجبار، ويبدو أنّ هذا السنخ من العبادات وإن شرع إثر الإكراه
والإجبار، إلّاأنّ أثر الإكراه يأخذ بالزوال شيئاً فشيئاً حتى يصبح عادياً ودافعه
طاعة اللَّه، فعلى فرض أنّ بعض الصلوات تبتدىء بالإكراه فهي باطلة، ولكن منذ
إزالة الإكراه فإنّ أعماله خالصة النيّة وبغض النظر عن ذلك يمكن القول أنّ هؤلاء
الأفراد ليسوا مجبورين قبل ذلك ليلتحقوا بصفوف الجماعة، وفي هذه الحالة يستطيع هؤلاء
الأفراد أن يعقدوا نيّتهم للصلاة ويحصلوا على ثوابها، فمتى أتى بهذه الصلاة كانت
صحيحة، لأنّها تستند إلى النية والرغبة.