ورد في الرسائل العملية وجوب تقليد الأعلم، فما منشأ هذا الحكم؟
الجواب:
موضوع تقليد الأعلم من المسائل المعروفة بين مشهور الفقهاء وقد ذكروا له عدّة
أدلة، إليك بعض نماذجها الواضحة. فتقليد الجاهل للعالم ناشىء من السيرة العقلائية
العالمية، بمعنى رجوع الأفراد في الأُمم كافّة إلى الآخرين من أصحاب الاختصاص في
المسائل التي لا يحيطون بها علماً؛ مثلًا، الأفراد الذين ليس لديهم علم بالأمور
الطبية إن مرضوا كان عليهم الرجوع إلى الطبيب، والأفراد الذين لا يجيدون فن العمارة
إنّما يرجعون إلى المهندس المعماري في بناء العمارات. ومن الطبيعي إن برز خلاف في
وجهات النظر بين متخصصين، كأن يعتقد طبيب بعلاج معين لمرض ما ويعتقد طبيب آخر
بعلاج آخر لنفس المرض، فمن المعلوم أنّ المريض إنّما يتبع الطبيب الذي بتمتع
بالمزيد من المعلومات الطبية وعمق التجربة مقارنة بغيره، وبالتالي الأعلم من غيره.
وهذا أسلوب منطقي اتفقت عليه الشعوب كافّة. وهذا أحد أدلة لزوم تقليد الأعلم،
كما