لقد نسب طائفة من المؤرخين والمحدثين للإمام المجتبى عليه السلام قضية تعدد
الزوجات، فذكروا أنّه كان كثير التزوج من النساء فيتزوج الواحدة تلو الأخرى بعد
طلاقها، فذهبوا على هذا الأساس إلى شهرته بين الناس بتعدد الزوجات، فهل من صحة
لهذا الموضوع؟
الجواب:
لما كانت دراسة الجوانب الشخصية لكل فرد تساعد على إدراك خصائص حياته وما
يكتنفها من غموض، نرانا مطالبين بتسليط الضوء قبل كل شيء على الجوانب الخلقية
للإمام الحسن المجتبى عليه السلام- ولو على سبيل الاختصار- لنميط اللثام عن واقع
الإمام بغية ايضاح الموضوع- لقد ترعرع هذا الإمام في أطهر وأسمى أسرة ليتربى في
أحضان الزهراء البتول عليها السلام وأمير المؤمنين علي عليه السلام. فكانت له بعض
الخصائص الفريدة والخصال السامية.
وكان وليّاً ربانياً يستغل إمكاناته كافّة لاعانة الضعفاء والفقراء ونيل رضى
اللَّه. حج بيت اللَّه خمساً وعشرين مرّة ماشياً رغم ما كان له من راحلة ليعيش أدب
الخشوع والتواضع للَّه. [1]
[1] المناقب، ج 4، ص 14؛ وكشف الغمة،
ج 2، ص 124- تاريخ الخلفاء البداية والنهاية- وتتضح أهمية المسألة استناداً
للمسافة بين مكة والمدينة.