5- ما فلسفة صلح الإمام الحسن عليه السلام وقتال الإمام الحسين عليه السلام؟
سؤال:
إنّ الأئمّة عليهم السلام و اولياء الدين أوصونا بالدفاع عن حقّنا قدر
المستطاع وأن لا نرضخ للظلم ونواصل حياتنا بكرامة، فقد قال الإمام الحسين عليه
السلام: «إنّ الدعي ابن الدعي ركز فينا بين اثنتين،
بين السلة والذلة وهيهات منّا الذلة».
ومن الواضح أنّ مراده من كلمة «منّا» نهج أهل بيت العصمة والطهارة. فكيف صبر
أخوه الحسن عليه السلام على ممارسات معاوية الذي لا يقل فساداً عن يزيد؟
الجواب:
للوقوف على نهضة الإمام الحسين عليه السلام وصلح أخيه الإمام الحسن عليه
السلام لابدّ من تأمل الجوانب التاريخية كافّة وأوضاع وظروف زمانيهما، لتتضح أسرار
ذلك «الصلح» وتلك «النهضة». صحيح أنّ معاوية لم يكن أحسن من يزيد، إلّاأنّ التاريخ يشهد بأنّ معاوية كان
مخادعاً ومراوغاً، وكان يسعى للتغطية على أفعاله وتضليل العوام. ولعل أحد نماذج
ذلك منعه تلك الهزيمة المنكرة في صفين حين حملوا المصاحف على الرماح؛ أمّا خليفته
الطائش والساذج- يزيد- فقد كان يفتقر إلى كيفية إدارة شؤون الأمّة، فضلًا عن عدم
إيمانه