رغم أننا
نعلم بأنّ الأنبياء والأئمّة عليهم السلام معصومون من الذنب ولا يصدر منهم أي
خلاف، مع ذلك ورد في بعض الأدعية عنهم أنّهم يعترفون بذنوبهم ويسألون اللَّه العفو
عنهم.
ففي دعاء
كميل مثلًا يتضرع علي عليه السلام إلى اللَّه بهذا الدعاء:
«اللَّهُمَّ اغفر لِي الذّنوبَ الّتي تَهتِكُ العِصَمَ ... اللَّهُمُّ اغفِر لِي
كُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ وَكُلَّ خَطِيئَةٍ أَخْطأتُها!».
فهل مرادهم من هذه الأدعية الأمّة لتتعرف على أدب مناجاة اللَّه وكيفية طلب
المغفرة بهذه العبارات، أم أنّ هنالك حقيقة معينة في تلك العبارات؟
الجواب:
لقد إلتفت العلماء الأعلام إلى هذا الإشكال منذ قديم الزمان فذكروا عدّة
أجوبة لعلها تتفق جميعا على حقيقة واحدة، وهي أنّ للذنوب والمعاصي بُعد «نسبي» في
مثل هذه الموارد، فهي ليست من قبيل الذنوب المطلقة والعادية.
توضيح ذلك: هنالك توقعات مختلفة في جميع القضايا الاجتماعية
والأخلاقية والعلمية والتربوية والدينية. وسنكتفي هنا بذكر مثال واحد من بين مئات
الأمثلة لتوضيح