إنّ انصع
دليل يستدلون به على إثبات الصانع هو دليل النظم، والنتيجة التي ينبغي استنباطها
من هذا الدليل أنّ لهذا العالم منظماً ومدبّراً لتصرفنا وتنظيمنا لأشياء هذا
العالم؛ ولكن لا يمكن استنتاج خالق وصانع لوجودات هذا العالم؟
الجواب:
الواقع أنّ
أفضل دليل على وجود اللَّه كما ذكر هو برهان النظم، ذلك أنّ النظام والدقّة
تطالعنا في كل جزء من المخلوقات؛ وهذا يدل على أنّ كل مخلوق إنّما صدر من مبدىء
قدير وعليم.
وأمّا هل
مدبّر مخلوقات هذا العالم ومنظمها خلقها من العدم، فذلك مبحث آخر ثبت في محلّه باب
معرفة اللَّه من خلال عدم أزلية المادة؛ ذلك لأنّه حين ثبت عدم أزلية المادة، كان
من الضروري أن يكون لها خالق ومدبّر أوجدها من العدم. وخلاصة القول إنّ برهان
النظم يقتصر على إثبات حاكمية اللَّه تعالى على عالم الخليقة؛ وأمّا إيجاد
المخلوقات من العدم فإنّما يثبت بدليل عدم أزلية المادة.