responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اجوبة المسائل الشرعيّة نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 104

يستحيل عليه مقارفة الذنب. وهنا يرد هذا السؤال: كيف ومن أين تتأتى هذه الحالة الروحية التي تفرز العصمة لدى الأنبياء؟ لابدّ من الالتفات إلى‌ أنّ هذه الكمالات الروحية معلولة لعدّة عوامل محورية ورئيسية وهي:

1- الوراثة

أثبتت علوم الدين أنّ بعض الاستعدادات الروحية لكسب الفضائل والكمالات الإنسانية، بل حتى بعض الخصائص والصفات إنّما تنتقل بالوراثة من جيل لآخر، والأسر التي ينتمي إليها الأنبياء من الأسر الطاهرة والنجيبة التي ورثت بمرور الزمان خزينا من الكمالات والفضائل الروحية فكانت تنتقل حسب الوراثة من جيل إلى‌ آخر، والتاريخ أشار في أكثر من موقع إلى‌ هذه الحقيقة، مثلًا بالنسبة لأسر نبي الإسلام صلى الله عليه و آله فإنّ التاريخ يشير إلى‌ أنّه ولد وترعرع في أشرف قبائل العرب «قريش» ومن أشرف قريش عشيرة بني هاشم، المشهورة بالصدق والشجاعة والكرم والغيرة والمروءة وأداء الأمانة، ومن هنا كانت موضع احترام كافّة القبائل العربية. وآباء النبي صلى الله عليه و آله وأجداده كما يفيد التاريخ من الأفراد المعروفين بالإيمان والشرف والصلاح. وبناءً على هذا فإنّ مسالة «الوراثة» خلقت في الأنبياء استعداداً خاصاً لاستلهام الكمالات الروحية، فكان ذلك الاستعداد بمثابة أساس يمكنه بالإضافة إلى‌ عوامل أخرى‌ كالتربية والتهذيب أن يستقطب الفضائل لدى هؤلاء الأفراد.

2- التربية في نقل الفضائل والكمالات‌

العمل الثاني في الكمالات الروحية للأنبياء ما نصطلح عليه بالتربية فأسر الأنبياء كانت تتحلى بكمالات وفضائل استطاعت تربيتهم عليها لتكمل استعدادهم الوراثي بغية كسب الكمالات الروحية، فطبعوهم على الإيمان والشجاعة والفطنة.

نام کتاب : اجوبة المسائل الشرعيّة نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست