responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آيات الولاية في القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 230

قانون كلّي في ذلك، أي أن هذه الحادثة و المقارنة المذكورة في الآية الشريفة وقعت عملًا في الواقع الخارجي، فللآية الشريفة شأن نزول خاصّ و لهذا ذكر لها موارد عديدة في شأن نزولها و خلاصة ما ورد في شأن النزول المعروف لها هو:

إنّ العبّاس ابن عبد المطلب و شيبة قعدا يفتخران في المسجد الحرام فقال العبّاس لشيبة:

أنا أشرف منك، أنا عمّ رسول اللَّه و وصي أبيه و ساقي الحجيج‌ [1].

فقال شيبة: أنا أشرف منك أنا أمين اللَّه على بيته و خازنه‌ [2]، أ فلا ائتمنك كما ائتمنني؟

فاطلع عليهما عليّ ابن أبي طالب عليه السلام فأخبراه بما قالا فقال علي: أنا أشرف منكما، أنا أوّل من آمن و هاجر «و عليه فإنه لا افتخار في سقاية الحاج أو عمارة المسجد الحرام» بل الفخر بالإيمان باللَّه و الهجرة في خطِّ الإيمان به و الجهاد في سبيله.

فلما سمع العبّاس ذلك انطلق إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و ذكر له ما جرى‌ بينه و بين الإمام علي عليه السلام و شكاه عنده على أساس أن الإمام علي عليه السلام قد ادحض حجّته و أهمل مقامه و منزلته.

فأرسل النبي الأكرم صلى الله عليه و آله شخصاً في طلب الإمام علي فعند ما حضر بين يديه سأله النبي عن الواقعة و قال له: ما ذا قلت لعمّك العبّاس حتّى أغضبته؟

فقال عليّ عليه السلام: لم أقل سوى الحقّ و لكن عمّي غضب من كلام الحقّ، ثمّ بيّن لرسول‌


[1] المراد من «سقاية الحاج» هو إيصال الماء إلى الحجاج في منى و عرفات و المشعر الحرام حيث لا يوجد في هذه الأمكنة الثلاثة ماء إطلاقاً، و حتّى في هذا الزمان يتم إيصال الماء إلى هذه المناطق بواسطة أنابيب من مناطق اخرى، و كان الحجاج في قديم الزمان مضطرين لحمل الماء معهم في أيّام الحجّ إلى هذه الأماكن، و لهذا قيل عن اليوم الثامن من ذي الحجّة «يوم التروية»، و على أيّة حال فقد كان العبّاس في ذلك الزمان مسئولًا عن إيصال الماء إلى الحجيج، و بديهي أن هذه المسئولية كانت مهمة جدّاً في ذلك الوقت لأن أهم حاجة للحجاج في تلك الأماكن هو الماء.

[2] نظراً إلى أهمية «المسجد الحرام» و الذي يعبّر عنه القرآن الكريم أنه أوّل بيت وضع للناس و يعدّ أقدس مكان على ظهر الأرض بحيث ورد في الروايات أن ركعة واحدة عنده تعادل مليون ركعة في مناطق اخرى، فإنّ استلام مفاتيح هذا البيت المقدّس و «عمارة المسجد الحرام» لها أهمية خاصّة و مكانة مميزة حيث تكون لصاحب هذه المكانة مسئولية حفظ و حراسة الكعبة المشرّفة و ترميم المسجد الحرام و رعايته.

نام کتاب : آيات الولاية في القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 230
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست