responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آيات الولاية في القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 137

رسول الإسلام طلب الأجر عليها بعنوان «المودّة في القربى»؟

هل أنّ مقام هؤلاء الأنبياء أعلى من مقام نبي الإسلام؟

بلا شكّ أن محمّد المصطفى أفضل من جميع الأنبياء، و لهذا ورد في القرآن الكريم أن كلُّ نبيٍّ من الأنبياء يأتي يوم القيامة شاهداً على امّته و لكنّ نبي الإسلام يأتي شاهداً على جميع هؤلاء الشهداء «فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَ جِئْنا بِكَ عَلى‌ هؤُلاءِ شَهِيداً» [1].

و الحقيقة أن هذه المسألة تزداد غموضاً و عمقاً، فكيف يطلب نبي الإسلام الذي هو أفضل الأنبياء الإلهيين أجراً على عمله في حين أن جميع الأنبياء لم يطلبوا أجراً من أقوامهم؟

الحقيقة أن الآية الشريفة تحتاج إلى مزيد من البحث و الدقّة و التدبّر، رغم أن البعض قد تهاون في ذلك و مرّ عليها مرور الكرام ليمنع من يقظة الضمير و لئلّا يبتلى بعذاب الوجدان.

سؤال: ما هو غرض النبي الأكرم صلى الله عليه و آله من طلب هذا الأجر؟ هل أنه يهدف من طلبه هذا إرضاء مصالحه الشخصية، أو أنه يهدف من وراء ذلك إلى تحقيق غايات مقدسة اخرى يعود نفعها على المسلمين أنفسهم؟

الجواب: و في مقام الجواب على هذا السؤال نرى من الضروري أن نضع آيتين من القرآن الكريم إلى جانب آية المودّة لكي تفسّر الآيات بعضها بعضاً:

1- نقرأ في الآية الشريفة 47 من سورة سبأ:

«قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَ هُوَ عَلى‌ كُلِّ شَيْ‌ءٍ شَهِيدٌ».

هذه الآية الشريفة توضح بعض الإبهام في آية المودّة حيث يتّضح أن نبي الإسلام صلى الله عليه و آله لم يطلب أجراً من قومه كما هو حال سائر الأنبياء، إلّا أن مسألة «المودّة في القربى» في الحقيقة تعود للناس أنفسهم.

2- و نقرأ في الآية 57 من سورة الفرقان و التي هي في الحقيقة مفسّرة للآية 47 من سورة سبأ حيث تبيّن الفائدة و النفع من «المودّة في القربى»:

«قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى‌ رَبِّهِ سَبِيلًا».


[1] سورة النساء: الآية 41.

نام کتاب : آيات الولاية في القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست