وكانَ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله حِرمِيًّا لِعِياضِ بنِ حِمارٍ المُجاشِعِيِّ، وكانَ عِياضٌ رَجُلًا عَظيمَ الخَطَرِ، وكانَ قاضِيًا لِأَهلِ عُكاظٍ فِي الجاهِلِيَّةِ، فَكانَ عِياضٌ إذا دَخَلَ مَكَّةَ ألقى عَنهُ ثِيابَ الذُّنوبِ وَالرَّجاسَةِ وأخَذَ ثِيابَ رَسولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله لِطُهرِها فَلَبِسَها وطافَ بِالبَيتِ، ثُمَّ يَرُدُّها عَلَيهِ إذا فَرَغَ مِن طَوافِهِ.
فَلَمّا أن ظَهَرَ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله أتاهُ عِياضٌ بِهَدِيَّةٍ فَأَبى رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله أن يَقبَلَها وقالَ: يا عِياضُ، لَو أسلَمتَ لَقَبِلتُ هَدِيَّتَكَ، إنَّ اللَّهَ عز و جل أبى لي زَبدَ[1] المُشرِكينَ. ثُمَّ إنَّ عِياضًا بَعدَ ذلِكَ أسلَمَ وحَسُنَ إسلامُهُ فَأَهدى إلى رَسولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله هَدِيَّةً فَقَبِلَها مِنهُ[2].
1153- عنه عليه السلام: كانَ سُنَّةً فِي العَرَبِ فِي الحَجِّ أنَّهُ مَن دَخَلَ مَكَّةَ وطافَ بِالبَيتِ في ثِيابِهِ لَم يَحِلَّ لَهُ إمساكُها، وكانوا يَتَصَدَّقونَ بِها ولا يَلبَسونَها بَعدَ الطَّوافِ، وكانَ مَن وافى مَكَّةَ يَستَعيرُ ثَوبًا ويَطوفُ فيهِ ثُمَّ يَرُدُّهُ، ومَن لَم يَجِد عارِيَةً اكتَرى ثِيابًا، ومَن لَم يَجِد عارِيَةً ولا كِراءً ولَم يَكُن لَهُ إلّاثَوبٌ واحِدٌ طافَ بِالبَيتِ عُريانًا. فَجاءَتِ امرَأَةٌ مِنَ العَرَبِ وَسيمَةٌ جَميلَةٌ فَطَلَبَت ثَوبًا عارِيَةً أو كِراءً فَلَم تَجِدهُ، فَقالوا لَها: إن طُفتِ في ثِيابِكِ احتَجتِ أن تَتَصَدَّقي بِها، فَقالَت: وكَيفَ أتَصَدَّقُ بِها ولَيسَ لي غَيرُها؟! فَطافَت بِالبَيتِ عُريانَةً،