[1] شرح هذا الحديث المولى محمد صالح المازندراني بما يلي:( فقال له: أدبر فأدبر): أمره بالهبوط من عالم الملكوت والنور إلى عالمالظلمات والشرور والتوجّه إلى ما يلايمه من المشتهيات والنظر إلى ما فيه هواه من المستلذّات، فهبط لما في ذلك من مصلحة وهي ابتلاء العباد ونظام البلاد وعمارة الأرض، إذ لو لا ذلك لكان النّاس بمنزلة الملائكة عارين عن حلية التناكح والتناسل والزراعة وتعمير الأرض، وبطل الغرض المطلوب من هذا النوع من الخلق، وبطل خلافة الأرض، ولزم من ذلك بطلان الثواب والعقاب وعدم انكشاف صفات الباري وانجلاء حقايقها وآثارها، مثل العدالة والانتقام والجبّاريّة والقهاريّة والعفو والغفران وغيرها.( ثمّ قال له: أقبل فلم يقبل): أمره بعد الإدبار بالإقبال إليه تعالى والرجوع إلى ما لديه من المقامات العليّة والكرامات الرفيعة التي لا يتيسّر الوصول إليها إلّابالانتقال من طور أخسّ إلى طور أشرف، ومن حالة أدنى إلى حالة أعلى، ومن نشأة فانية إلى نشأة باقية، وهكذا من حال إلى حال ومن كمال إلى كمال حتّى يبلغ إلى غاية مشاهدة جلال اللَّه ونهاية ملاحظة أنوار اللَّه ويرتع في جنّة عالية قطوفها دانية، فأبى السلوك في سبيل الرشاد والتقيّد بربقة الانقياد والتمسّك بلوازم الوعظ والنصيحة والانقلاع عن الأفعال القبيحة، كلّ ذلك لشدّة احتجابه بحجاب الظلمات وانغماسه في بحار ذمائم الصفات؛ لتوهّمه أنّ تلك الذمائم الخاسرة والصفات الظاهرة والمشتهيات الحاضرة كمال له، فاغترَّ بها أو افتخر وأخذها بضاعة له واستكبر.( شرح اصول الكافي، كتاب العقل والجهل: 268).
وصدر أخيرًا عن مؤسسة التنظيم والنشر لآثار الإمام الخميني قدس سره في هذا المجال كتاب« شرح حديث جنود العقل والجهل» للسيد الإمام قدس سره فراجع.
نام کتاب : خرد گرايى در قرآن و حديث نویسنده : محمدی ریشهری، محمد جلد : 1 صفحه : 122