[الأمر
الأوّل] ما يظهر من صاحب الحدائق في مقام إبطال الاصطلاح بتنويع الحديث إلى
الأنواع الأربعة المشهورة و نحوه، مدّعيا صحّة الأخبار،
و
هو: أنّ التوثيق أو الجرح الذي بنوا عليه [تنويع][1]
الأخبار إنّما أخذوه من كلام القدماء، و كذلك الأخبار التي رويت في أحوال الرواة
من المدح و الذمّ إنّما أخذوها عنهم، فإذا اعتمدوا عليهم في مثل ذلك فكيف لا
يعتمدون عليهم في تصحيح ما صحّحوه من الأخبار و ضمنوا صحّته، كما صرّح به جملة
منهم، كما لا يخفى على من لاحظ ديباجتي الكافي و الفقيه و كلام الشيخ في العدّة و
كتابي الأخبار[2]، فإن كانوا
ثقات عدولا في الإخبار بما أخبروا ففي الجميع و إلا فالواجب تحصيل الجرح و التعديل
من غير كتبهم و أنّى لهم به!
لا
يقال[3]: إخبارهم
بصحّة ما رووه في كتبهم يحتمل الحمل على الظنّ القوي باستفاضة أو شياع أو شهرة
معتدّ بها أو قرينة أو نحو ذلك.
[3] . قال صاحب الحدائق في الهامش: هذا أحد الأجوبة
التي أجابوا بها فيما ذكرنا، صرح به شيخنا أبو الحسن قدّس سرّه في كتاب العشرة
الكاملة، حيث إنّه في الكتاب المذكور كان شديد التعصب لهذا الاصطلاح و ترويج القول
بالاجتهاد، إلا أنّ مصنّفاته الأخيرة تدلّ على عدوله عن ذلك و ميله إلى العمل
بالأخبار، و إن كان دون طريقة الأخباريين من الجادة الوسطى التي قدمنا الإشارة
إليها. الحدائق الناضرة: 1/ 16، هامش: 1.