و منها: أن يكون رواياته كلّها
أو جلّها مقبولة أو سديدة[1].
و
منها: ترك رواية الجليل أو تأويلها محتجّا بروايته مرجّحا عليها[2].
[ما
يدلّ على المدح المطلق]
و
ما يدلّ على المدح الأنقص عن ذلك أيضا ألفاظ كثيرة:
منها:
قولهم: «له أصل».
و
منها: قولهم: «له كتاب».
و
ذكر في الفرق أنّ الأصل ما كان مجرّد كلام المعصوم عليه السّلام، و الكتاب الذي
ليس بأصل ما كان كلام مصنّفه أيضا فيه. و قيل: إنّ الكتاب ما كان مبوّبا و مفصّلا،
و الأصل مجمع آثار و أخبار. و قيل: إنّ الأصل هو الكتاب الذي جمع مصنّفه الأحاديث
التي رواها عن المعصوم عليه السّلام أو عن الراوي، و الكتاب و المصنّف لو كان
فيهما حديث معتبر لكان مأخوذا من الأصل غالبا و إن كان أحيانا ما يصل إليه معنعنا
من غير أخذ من أصل. و أمّا النوادر فالظاهر أنّه ما اجتمع فيه أحاديث لا تنضبط في
باب لقلّته أو وحدته[3].
[4] . قال السيد الداماد رحمه اللّه: انّ من يذكره
النجاشي من غير ذم و مدح يكون سليما عنده عن الطعن في مذهبه و عن القدح في روايته
فيكون بحسب ذلك طريق الحديث من جهته قويا لا حسنا و لا موثقا. الرواشح السماوية:
68. و عدّه الوحيد رحمه اللّه من أمارات المدح. فوائد الوحيد: 59. و لكن قال
الكلباسي رحمه اللّه: ظاهر السياق يقتضي الحكم بالإجمال اجتهادا، و بالضعف عملا، و
ما جرى عليه في الرواشح فاسد. سماء المقال: 1/ 183 و 196. هذا بالنسبة الى
النجاشي، اما بالنسبة الى الكشي فقال المامقاني رحمه اللّه: من أمارات المدح.
مقباس الهداية:
2/ 286. و لكن قال الشهيد رحمه
اللّه: مجرد عدم ذكر الكشي لا يوجب قبولا له، فقد ذكر في كتابه المقبول و غيره، بل
لو ذكر بهذه الحالة جميع المصنفين، من هو أجل من الكشي، لم يفد ذلك قبولا. رسائل
الشهيد الثاني: 1/ 199. و اما بالنسبة الى الشيخ في رجاله فالأمر واضح لأنّ بناءه
الاستقصاء و اما في الفهرست فليس بنائه التنبيه على ذلك كما لا يخفى لمن سير
الفهرست.