إذا
عرفت ما تقدّم، فنقول: إنّ المحقّق قد جرى في المعارج على كون اعتبار التزكية من
باب اعتبار الشهادة[1]، و اختاره
صاحب المعالم[2]، و من هذا
تأسيسه أساس «الصحي» و «الصحر» في المنتقى[3].
و المقصود ب «الصحي» هو الصحيح عندي، كما أنّ المقصود ب «الصحر» هو الصحيح عند
المشهور. و يمكن أن يكون «الصحّي» إشارة إلى صحيحي، و «الصحر» إشارة إلى صحيح
المشهور.
و
ربّما جعل السيّد السند النجفي «الصحي» إشارة إلى صحيحي، و «الصحر» إشارة إلى
الصحيح عند المشهور[4]. و لا
دليل عليه، بل هو بعيد. و الأمر من باب الرمز و الإشارة، كما أنّه جعل صورة
«النون» من باب الرمز و الإشارة إلى الحسن.
و
على أيّ حال، ف «الصحي»- بتخفيف الياء و فتح الصاد المخفّفة لا تشديد الحاء و
الياء و كسر الصاد كما في «الصحّيّ»- على ما اصطلحه السيّد الداماد[5]
فيما كان بعض رجال سنده بعض أصحاب الإجماع مع خروج ذلك البعض أو بعض من تقدّم على
ذلك البعض عن رجال الصحّة، و المقصود به المنسوب إلى الصحّة باعتبار دعوى الإجماع
على الصحّة.
فالغرض
النسبة إلى الصحّة المستفادة من نقل الإجماع و لو في الطبقة الاولى من الطبقات
الثلاث المأخوذ فيها الإجماع على التصديق، و ليس الغرض النسبة إلى الصحّة المذكورة
في ضمن التصحيح المأخوذ في دعوى الإجماع في الطبقتين الأخيرتين، فلا بأس بتعميم
التسمية و الاصطلاح، و إلّا فلو كان المقصود