إنّ
هذه المجلّدات يجمع مؤلّفاته في علمي الدراية و الرجال، و التي تحتوي على الفوائد
الكثيرة و تتضمّن المباحث القيّمة من علمي الرجال و الدراية، و قد جمعت جميع ما
يحتاج إليه المجتهد أو المحقّق مما غفل عنه العلماء السابقون، أو لم يستقصه
اللاحقون، و مما لم يخطر ببال أحد الغوص فيه، كالبحث عن الكتب الرجالية و
مصنّفيها، و امتيازاتها و نقائصها و ما يدور فيها، و البحث في كلمة «ثقة» و نقد
المشيخة، بالإضافة إلى المتعارف بحثه في كتب الأسبقين، كالبحث عن رجال بأعينهم أو
عن أسماء مشتركة، أو البحث عن أصحاب الإجماع.
و
تعتمد طريقته في البحث على الاستقصاء التامّ، و الإحصاء الكامل، مع كثرة التدبّر
في الجزئيات، و التنبيه على ما لا يحصل إليه الالتفات.
و
كذا تمتاز أبحاثه بتوضيح المبهمات توضيحا شافيا، و ذلك بتقديم المقدمات و إلحاق
التنبيهات و تدارك كلّ ما فات، فهو يدخل في مباحث جانبية من دون أن تشعر أنّها
مخلّة بالبحث، و يبحث عن كلّ ما يعترض في البين و إن لم يرتبط بصلب المبحث؛ حرصا
منه على عدم التجاوز عن مبهم له و للقارئ، فلا تجد في كتبه غريبة لم يذكر معناها،
و لا شاردة لم يلاحقها ببيان مغزاها، و هذا كلّه ينبى عن تفهّم و تعقّل للأمور و
كثرة تدبّر في المطاوي و المنعطفات.
بقي
الكلام في بيان بعض التعابير الواردة في الرسائل عن العلماء، لا بدّ من الإشارة
إلى المراد منها تتمّة للفائدة:
1-
السيّد السند النجفي: السيّد مهدي بحر العلوم، و عبّر عنه عند الكلام عن حجيّة
الكتب الأربعة ب «بعض الفضلاء»، و يريد ب «بعض الفضلاء» في غيره