responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الضعفاء من رجال الحديث نویسنده : الساعدي، حسين    جلد : 1  صفحه : 210

قلت: ياأبة، مَن الرجل الذي رأيتك بالغداة فعلت به ما فعلت من الإجلال والكرامة والتبجيل، وفديته بنفسك وأبويك؟

فقال: يا بني، ذاك إمام الرافضة، ذاك الحسن بن علي المعروف بابن الرضا.

فسكت ساعة، ثم قال: يا بني، لو زالت الإمامة عن خلفاء بني العباس ما استحقها أحد من بني هاشم غير هذا، وإنّ هذا ليستحقها في فضله وعفافه وهديه وصيانته وزهده وعبادته وجميل أخلاقه وصلاحه، ولو رأيت أباه رأيت رجلًا جزلًا، نبيلًا، فاضلًا.

فازددت قلقاً وتفكراً وغيظاً على‌ أبي، وما سمعت منه واستزدته في فعله وقوله فيه ما قال، فلم يكن لي همة بعد ذلك إلّاالسؤال عن خبره، والبحث عن أمره، فما سألت أحداً من بني هاشم والقوّاد والكتّاب والقضاة والفقهاء وسائر الناس، إلّا وجدته عنده في غاية الإجلال والإعظام، والمحل الرفيع، والقول الجميل، والتقديم له على‌ جميع أهل بيته ومشايخه، فعظم قدره عندي إذ لم أرَ له ولياً ولا عدواً إلّا وهو يحسن القول فيه، والثناء عليه، فقال له بعض من حضر مجلسه من الأشعريين: يا أبا بكر، فما خبر أخيه جعفر؟

فقال: ومَن جعفر فتسأل عن خبره؟ أويقرن بالحسن جعفر، معلن الفسق، فاجر، ماجن، شريب للخمور، أقل من رأيته من الرجال وأهتكهم لنفسه، خفيف، قليل في نفسه، ولقد ورد على السلطان وأصحابه في وقت وفاة الحسن بن علي، ما تعجبت منه، وما ظننت أنّه يكون، وذلك أنّه لما اعتل بعث إلى‌ أبي أنّ ابن الرضا قد اعتل، فركب من ساعته، فبادر إلى‌ دار الخلافة، ثم رجع مستعجلًا ومعه خمسة من خدم أمير المؤمنين كلّهم من ثقاته وخاصته، فيهم نحرير، فأمرهم بلزوم دار الحسن وتعرّف خبره وحاله، وبعث إلى‌ نفر من المتطببين فأمرهم بالاختلاف إليه، وتعاهده صباحاً ومساءً، فلما كان بعد ذلك بيومين أو ثلاثة اخبر أنه قد ضعف، فأمر المتطببين بلزوم داره، وبعث إلى‌ قاضي القضاة فأحضره مجلسه، وأمره أن يختار

نام کتاب : الضعفاء من رجال الحديث نویسنده : الساعدي، حسين    جلد : 1  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست