نَشَأَ في حِجرِ الإِمامِ عليه السلام إلى جانِبِ الحَسَنِ وَالحُسَينِ عليهما السلام، وَامتَزَجَت روحُهُ بِمَعرِفَةِ وحُبِّ أهلِ البَيتِ عليهم السلام وكانَ الإِمامُ عليه السلام يَقولُ أحياناً مُلاطِفاً:
«مُحَمَّدٌ ابني مِن صُلبِ أبي بَكرٍ».
وكانَ مُحَمَّدٌ في مِصرَ أيّامَ حُكومَةِ عُثمانَ، وبَدَأَ فيها تَعنيفُهُ وَانتِقادُهُ لَهُ، وَاشتَرَكَ فِي الثَّورَةِ عَلَيهِ. وكانَ إلى جانِبِ الإِمامِ عليه السلام بَعدَ تَصَدّيِهِ لِلخِلافَةِ. وهُوَ الَّذي حَمَلَ كِتابَهُ إلى أهلِ الكوفَةِ قَبلَ نُشوبِ حَربِ الجَمَلِ، وكانَ عَلَى الرَّجّالَةِ فيها. وبَعدَ غَلَبَةِ الإِمامِ عليه السلام تَوَلّى مُتابَعَةَ الشُّؤونِ المُتَعَلِّقَةِ بِعائِشَةَ بِأَمرِ الإِمامِ عليه السلام، وأعادَها إلَى المَدينَةِ.
كانَ مُحَمَّدٌ مُجِدّاً فِي الجِهادِ وَالعِبادَةِ، ولِجِدِّهِ في عِبادَتِهِ سُمِّيَ عابِدَ قُرَيش، 29. وهُوَ جَدُّ الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام مِنَ الامَّهاتِ.
وَلّاهُ الإِمامُ عليه السلام عَلى مِصرَ سَنَةَ 36 ه بَعدَ عَزلِ قَيسِ بنِ سَعدٍ عَنها.
ولَمّا تَخاذَلَ أصحابُ الإِمامِ عَن نُصرَتِهِ عليه السلام وتَرَكوهُ وَحيداً، اغتَنَمَ مُعاوِيَةُ هذِهِ الفُرصَةَ وَاستَطاعَ أن يَغتالَ هذَا النَّصيرَ المُخلِصَ بِاسلوبٍ غادِرٍ خَبيثٍ، وَاستَطاعَ حينَئِذٍ أن يُسَخِّرَ مِصرَ تَحتَ قُدرَتِهِ.
كانَ الإِمامُ عليه السلام يُثني عَلَيهِ ويَذكُرُهُ بِخَيرٍ في مُناسَباتٍ مُختَلِفَةٍ ويَقولُ: