وكانَ فَريداً فَذّاً في صِدقِهِ وصَراحَةِ لَهجَتِهِ، حَتّى قالَ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله كَلِمَتَهُ الخالِدَةَ فيهِ تَكريماً لِهذِهِ الصِّفَةِ المَحمودَةِ العالِيَةِ: «ما أظَلَّتِ الخَضراءُ، وما أقَلَّتِ الغَبراءُ أصدَقَ لَهجَةٍ مِن أبي ذَرٍّ».
وكانَ مِنَ الثُّلَّةِ المَعدودَةِ الَّتي رَعَت حُرمَةَ الحَقِّ في خِضَمِّ التَّغَيُّراتِ الَّتي طَرَأَت بَعدَ وَفاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله. وتَفانى فِي الدِّفاعِ عَن مَوقِعِ الوِلايَةِ العَلَوِيَّةِ الرَّفيعَةِ، وجَعَلَ نَفسَهُ مِجَنّاً لِلذَّبِّ عَنهُ، وكانَ أحَدَ الثَّلاثَةِ الَّذينَ لَم يُفارِقوا عَلِيّاً عليه السلام قَطُّ.
ولَنا أن نَعُدَّ مِن فَضائِلِهِ ومَناقِبِهِ صَلاتَهُ عَلَى الجُثمانِ الطّاهِرِ لِسَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ فاطِمَةَ عليها السلام، فَقَد كانَ في عِدادِ مَن صَلّى عَلَيها في تِلكَ اللَّيلَةِ المَشوبَةِ بِالأَ لَمِ وَالغَمِّ وَالمِحنَةِ.