responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر الحكمة للشباب نویسنده : محمدی ری‌شهری، محمد    جلد : 1  صفحه : 254

3/ 1 أبوذَرٍّ الغِفارِيُ‌

جُنْدَبُ بنُ جُنادَةَ، وهُوَ مَشهورٌ بِكُنيَتِهِ. صَوتُ الحَقِّ المَدويُّ، وصَيحَةُ الفَضيلَةِ وَالعَدالَةِ المُتَعالِيَةِ، أحَدُ أجِلّاءِ الصَّحابَةِ، وَالسّابِقينَ إلَى الإِيمانِ، وَالثّابِتينَ عَلَى الصِّراطِ المُستَقيمِ. كانَ مُوَحِّداً قَبلَ الإِسلامِ، وتَرَفَّعَ عَن عِبادَةِ الأَصنامِ. جاءَ إلى‌ مَكَّةَ قادِماً مِنَ البادِيَةِ، وَاعتَنَقَ دينَ الحَقِّ بِكُلِّ وُجودِهِ، وسَمِعَ القُرآنَ.

عُدَّ رابِعَ مَن أسلَمَ أو خامِسَهُم. وَاشتَهَرَ بإِعلانِهِ إسلامَهُ، وَاعتِقادِهِ بِالدّينِ الجَديدِ، وتَقصّيهِ الحَقَّ مُنذُ يَومِهِ الأَوَّلِ.

وكانَ فَريداً فَذّاً في صِدقِهِ وصَراحَةِ لَهجَتِهِ، حَتّى‌ قالَ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله كَلِمَتَهُ الخالِدَةَ فيهِ تَكريماً لِهذِهِ الصِّفَةِ المَحمودَةِ العالِيَةِ: «ما أظَلَّتِ الخَضراءُ، وما أقَلَّتِ الغَبراءُ أصدَقَ لَهجَةٍ مِن أبي ذَرٍّ».

وكانَ مِنَ الثُّلَّةِ المَعدودَةِ الَّتي رَعَت حُرمَةَ الحَقِّ في خِضَمِّ التَّغَيُّراتِ الَّتي طَرَأَت بَعدَ وَفاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله. وتَفانى‌ فِي الدِّفاعِ عَن مَوقِعِ الوِلايَةِ العَلَوِيَّةِ الرَّفيعَةِ، وجَعَلَ نَفسَهُ مِجَنّاً لِلذَّبِّ عَنهُ، وكانَ أحَدَ الثَّلاثَةِ الَّذينَ لَم يُفارِقوا عَلِيّاً عليه السلام قَطُّ.

ولَنا أن نَعُدَّ مِن فَضائِلِهِ ومَناقِبِهِ صَلاتَهُ عَلَى الجُثمانِ الطّاهِرِ لِسَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ فاطِمَةَ عليها السلام، فَقَد كانَ في عِدادِ مَن صَلّى‌ عَلَيها في تِلكَ اللَّيلَةِ المَشوبَةِ بِالأَ لَمِ وَالغَمِّ وَالمِحنَةِ.

وصَرَخاتُهُ بِوَجهِ الظُّلمِ مَلَأَتِ الآفاقَ، وَاشتَهَرَت فِي التّاريخِ؛ فَهُوَ لَم يَصبِر عَلى‌ إسرافِ الخَليفَةِ الثّالِثِ وتَبذيرِهِ وعَطاياهُ الشّاذَّةِ، وَانتَفَضَ ثائِراً صارِخاً ضِدَّها، ولَم يَتَحَمَّلِ التَّحريفَ الَّذِي افتَعَلوهُ لِدَعمِ تِلكَ المَكرُماتِ‌

نام کتاب : جواهر الحكمة للشباب نویسنده : محمدی ری‌شهری، محمد    جلد : 1  صفحه : 254
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست