والرهبان جمع راهب، وهو المتخلّي عن اشتغال الدنيا، التاركُ لملاذّها، الزاهد فيها، المعتزل عن أهلها، المتحمّل للمشاقّ[1].
قال عليه السلام: فعبدوهم. [ص 53 ح 1]
أقول: أيقلّدوهم، وذلك عبادتهم إيّاه من حيث لا يشعرون، أيلا يعلمون أنّ تقليدهم غيرَ العالم الحجّة بين اللَّه وبين المقلّد اتّباعٌ لرأيه وعبادةٌ له.
قال عليه السلام: ثمّ لم تقلّدوه. [ص 53 ح 2]
أقول: أيفي كلّ فتاويه، و «ثمّ» للتعجّب، فهم أشدّ منكم تقليداً.
وهذا شكاية عظيمة منه عليه السلام للشيعة في زمانه، ولعلّ باعثها عدم اهتمام بعضهم بالتقيّة مع مبالغة الإمام وتشديده في ذلك.
باب البدع والرأي والمقاييس
قال: باب البدع. [ص 54]
أقول: البدع- بكسر الباء الموحّدة وفتح الدال- جمع بدعة، وهي ما حدثت بعده من الأحكام[2].
قال: والرأي. [ص 54]
أقول: أيالظنّ الحاصل بالاجتهاد، وجمعه آراء، ولم يُجمع؛ لأنّ المراد منه المصدر لا الاسم.
قال عليه السلام: إنّما بدء. [ص 54 ح 1]
أقول: بفتح الباء الموحّدة وسكون الدال، ثمّ الهمزة: الأوّل من كلّ شيء، أو مصدر قولك بدأت بالشيء إذا ابتدأت به، وبدأت الشيء: فعلته ابتداءً[3].
[1]. النهاية، ج 2، ص 280( رهب).
[2]. مجمع البحرين، ج 1، ص 164( بدع).
[3]. انظر: لسان العرب، ج 1، ص 27( بدء).