ومنهم‌ أبو طاهر محمّد بن عليّ بن بلال وغيرهم‌ ممّا لا نطوّل بذكرهم، لأنّ ذلك مشهور موجود بالكتب‌[1].

الفائدة الخامسة: [قال الشيخ: فأمّا السفراء المحمودين في حال الغيبة]

قال الشيخ: فأمّا السفراء المحمودين في حال الغيبة فأوّلهم من نصبه أبوالحسن عليّ بن محمّد العسكري وأبو محمّد الحسن بن عليّ بن محمّد ابنه عليهم السلام وهو الشيخ الموثوق به أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري وكان أسدياً، وإنّما سُمّي العمري‌[2].

لما رواه أبو نصر هبة اللَّه بن محمّد بن أحمد الكاتب ابن بنت أبي جعفر العمري رحمه الله، قال أبو نصر:

كان أسدياً فنسب إلى جدّه فقيل: العمري، وقد قال قوم من الشيعة: إنّ أبا محمّد الحسن بن عليّ عليه السلام قال:

لا يجمع على امرئ بين عثمان وأبو عمرو

، وأمر بكسر كنيته، فقيل: العمري، ويقال له:

العسكري أيضاً، لأنّه كان من عسكر سرّ من رأى، ويقال له: السمّان، لأنّه كان يتّجر في السمن تغطية على الأمر[3].

فأخبرني جماعة، عن أبي محمّد هارون بن موسى، عن أبي عليّ محمّد بن همام الإسكافي قال: حدّثنا عبداللَّه بن جعفر الحميري قال: حدّثنا أحمد بن إسحاق بن سعد القمّي قال: دخلت على أبي الحسن عليّ بن محمّد عليه السلام في يوم من الأيّام فقلت: يا سيّدي! أنا أغيب وأشهد ولا يتهيّأ لي الوصول إليك إذا شهدت في كلّ وقت، فقول من نقبل وأمر من نتمثّل؟ فقال لي عليه السلام:

هذا أبو عمرو الثقة الأمين فما قاله لكم فعنّي يؤدّيه‌[4]

. فلمّا مضى أبوالحسن عليه السلام وصلت إلى أبي محمّد عليه السلام ابنه الحسن صاحب العسكر ذات يوم فقلت له مثل ما قلت لأبيه، فقال لي:

هذا أبو عمرو الثقة الأمين، ثقة الماضي وثقتي في المحيا والممات، فما قاله لكم فعنّي يقوله وما أدّاه لكم فعنّي يؤدّيه‌[5].

وأيضاً روى الشيخ بإسنادٍ له عن أبي محمّد عليه السلام أنّه قال لجماعة من الشيعة:

اشهدوا على أنّ عثمان بن سعيد العمري وكيلي، وأنّ ابنه محمّداً وكيل ابني مهديّكم‌[6].

[1] . الغيبة للطوسي: ص 353 ذيل الرقم 313

[2] . الغيبة للطوسي: ص 353 ذيل الرقم 313

[3] . الغيبة للطوسي: ص 354 الرقم 314

[4] . في الغيبة للطوسي:« يقوله»

[5] . الغيبة للطوسي: ص 354 الرقم 315

[6] . الغيبة للطوسي: ص 355 ذيل الرقم 317