وقال
الميرزا محمّد الأسترآبادي: ولي فيه نظر لأنّه نظنّ أنّ سدير الذي ورد في حقّه أنّ
أبا عبداللَّه عليه السلام طلبه من اللَّه فوهبه له وخلّى سبيله وكان في السجن هو
وعبدالسلام بن عبدالرحمن هو شديد أخو عبدالسلام بن عبدالرحمن، انتهى.
أقول:
وهذا منه عجيب؛ لأنّه لا يلزم من كون شديد، أخا عبدالسلام أنّه كان معه في السجن،
ولو كان المراد به شديد لقال الإمام عليه السلام: شديد وعبدالسلام ابني عبدالرحمن،
فلمّا أفرد عبدالسلام بن عبدالرحمن عن شديد علم أنّه ليس هو، وعلماء الرجال كلّ من
نقل هذه الرواية نقلها في حقّ سدير، واللَّه أعلم. ولو سلّمنا أنّه شديد فيكون
دعاء الإمام له وطلبه من اللَّه خلاصه يدلّ على الاعتناء بشأنه وأنّه من خلّص
الإمام، وبدون هذا يكتفى بالمدح؛ فالنظر في غير محلّه. وأيضاً فحكم العلّامة وابن
طاووس بحسن الطريق وسدير فيه يدلّ على مدحة فيهما وهذا كاف في المدح، وقد ورد في
مدح المختار روايات اخر:
منها
ما روي عن الأصبغ قال: رأيت المختار على فخذ أميرالمؤمنين وهو يمسح رأسه ويقول له: