«اللَّهمَّ ارزُقهُ الشَّهادَةَ في سَبيلِكَ، وَالمُرافَقَةَ لِنَبيِّكَ 6»[1].
جَابِرُ بنُ عبدِ اللَّهِ الأنْصارِيّ
جابر بن عبد اللَّه بن عَمْرو الأنْصاريّ، يُكنّى أبا عبد اللَّه. صحابيّ ذائع الصِّيت [2]، عمّر طويلًا. و كان مع أبيه في تلك اللَّيلة التَّاريخيّة المصيريّة الَّتي عاهد فيها أهل يثرب رسول اللَّه 6 على الدِّفاع عنه و دعمه و نصره، و بيعتهم هي البيعة المشهورة في التَّاريخ الإسلامي ب «بيعة العَقَبَة الثَّانية» [3].
و لمّا دخل النَّبيّ 6 المدينة، صحبه و شهد معه حروبه [4] و لم يتنازل عن حراسة الحقّ و حمايته بعده 6، كما لم يدّخر وسعاً في تبيان منزلة عليٍّ 7، و التَّنويه بها [5]. أثنى الأئمّة : على رفيع مكانته في معرفة مقامهم :، و على وعيه العميق للتيّارات المختلفة بعد رسول اللَّه 6، و معارف التَّشيُّع خاصّةً، و على فهمه النَّافذ لأسرار القرآن. و أشادوا به واحداً من القلّة الَّذين لم تتفرّق بهم السُّبل بعد النَّبيّ 6، و لم يستبِقوا الصِّراط بعده، بل ظلّوا معتصمين متمسّكين به [6]
[2]. رجال الطوسي: ص 31 الرقم 134، رجال البرقي: ص 2؛ المستدرك على الصحيحين: ج 3 ص 6 ح 6398، المعجم الكبير: ج 2 ص 180 ح 1730، الطبقات الكبرى: ج 3 ص 574.