انتدبوا إلى هؤلاء رحمكم اللَّه مع كِنانَة بن بشر، و من يجيب معه من كِنْدَة، فانتدب معه نحو ألفي رجل، و خرج مُحَمَّد في نحو ألفين، و استقبل عَمْرو كِنانَة و هو على مُقدّمَةِ محمّد، فأقبل عَمْرو نحو كِنانَة، فلمَّا دنا منه سرّح نحوه الكتائب كتيبةً بعد كتيبة، فجعل كِنانَة لا يأتيه كتيبةٌ من كتائب أهل الشَّام إلَّا شدّ عليها بمن معه فيضربها حَتَّى يلحقها بعمرو، ففعل ذلك مراراً، فلمَّا رأى عَمْرو ذلك، بعث إلى معاوية بن حُدَيْج الكِنْديّ فأتاه في مثل الدَّهم [1]، فلمَّا رأى كِنانَة ذلك الجيش نزل عن فرسه و نزل معه أصحابه، فضاربهم بسيفه و هو يقول: و ما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إلَّا بِإِذْنِ اللَّه كِتاباً مُؤَجَّلًا، و مَنْ يُرِدْ ثَوابَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها، و مَنْ يُرِدْ ثَوابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْها، و سَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ. ثُمَّ ضاربهم بسيفه حَتَّى استشهد (رحمه الله). [2]
142 كتابه 7 إلى سَعْد بن مسعود
و قال الطَّبري: لمّا أراد عليّ 7 المسير إلى معاوية بعد قصّة الحَكَمين كتب إلى سَعْد بن مسعود الثَّقَفيّ، و هو عامله على المَدائِن:
«أمَّا بَعدُ؛ فإنِّي قد بَعَثْتُ إليك زيادَبنَ خَصَفَة، فأشخِص مَعَهُ مَنْ قِبَلَكَ مِنْ مُقاتِلَةِ أهْلِ الكُوفَةِ، وعَجِّلْ ذلك، إن شاء اللَّهُ، ولا قوَّة إلّاباللَّه».
[2]. الغارات: ج 1 ص 276- 282، و راجع: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 6 ص 78- 92، تاريخ الطبري: ج 5 ص 10- 105، الكامل في التاريخ: ج 2 ص 411- 414، أنساب الأشراف: ج 3 ص 169- 173، البداية و النهاية: ج 7 ص 315- 317.