[أقول: لمَّا آل أمر التحكيم إلى ما آل إليه، جمع معاوية من كان معه من قريش، و فيهم عَمْرو بن العاص و حَبِيب بن مَسْلَمَة، و شاورهم في أمر مصر، و تكلَّم من تكلَّم، و أجمع رأيهم على مكاتبة شيعة عثمان بمصر فكاتبوهم، ثُمَّ عزموا على إرسال عَمْرو بن العاص إليها في ستة آلاف رجل]، فخرج عَمْرو حَتَّى دنا مصر، و لاقى مُحَمَّد بن أبي بَكر عامل عليّ على مصر، فنزل أداني مصر فاجتمعت إليه العثمانيّة، فأقام بها، و كتب إلى مُحَمَّد بن أبي بَكر:
أمَّا بعدُ؛ فتنحّ عنّي بدمك يا ابن أبي بَكر، فإنِّي لا أحبّ أن يصيبك منِّي ظفر، و إنَّ النَّاس بهذه البلاد قد اجتمعوا على خلافك، و رفض أمرك؛ و ندموا على اتِّباعك، و هم مُسْلِمُوك لو قد التقت حلقتا البطان [3]، فاخرج منها إنِّي لك من
[1] هو من قولهم: «أذكى عليه العيون، أي أرسل عليه الطلائع».
[2]. الغارات: ج 1 ص 278، بحار الأنوار: ج 33 ص 558 ح 722؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 6 ص 84، تاريخ الطبري: ج 5 ص 102 و راجع: أنساب الأشراف: ج 3 ص 169، الكامل في التاريخ: ج 2 ص 412، البداية و النهاية: ج 7 ص 315.
[3] في الصحاح: البطان، للقتب الحزام الَّذي يجعل تحت بطن البعير.