و في الأغانيّ عن عبْد المَلِك بن نَوْفل: كانت عائِشَة تقول: لو لا أنّا لم نُغيّر شيئاً قطّ، إلّا آلت بنا الامور إلى أشدّ ممّا كنّا فيه، لغيّرنا قتل حُجْر، أما و اللَّه إن كان لمسلماً ما علمته حاجّاً معتمراً [1].
و في تاريخ اليعقوبيّ: روي أنّ معاوية كان يقول: ما أعدّ نفسي حليماً بعد قتلي حجراً و أصحاب حُجْر [2].
و في تاريخ الطبريّ عن ابن سِيرِين- في معاوية-: بلغنا أنّه لمّا حضرته الوفاة جعل يُغرغِر بالصَّوت و يقول: يومي منك يا حُجْر يوم طويل [3].
الضَّحّاكُ بنُ قَيْسٍ الهِلالِيّ
في الكامل في التاريخ: في هذه السَّنة (38 ه) بعد مقتل محمّد بن أبي بكر، و استيلاء عَمْرو بن العاص على مصر، سيّر معاوية عبد اللَّه بن عَمْرو الحَضْرَمِيّ إلى البصرة ... فسار ابن الحَضْرَمِيّ حتَّى قدم البصرة ... فخطبهم و قال: إنّ عثمان إمامكم إمام الهدى، قتل مظلوماً، قتله عليّ، فطلبتم بدمه فجزاكم اللَّه خيراً.
فقام الضَّحَّاك بن قَيْس الهلالي، و كان على شُرطة ابن عبّاس، فقال: قبّح اللَّه ما جئتنا به و ما تدعونا إليه، أتيتنا و اللَّه، بمثل ما أتانا به طَلْحَة و الزُّبير، أتيانا و قد بايعنا عليّاً و استقامت امورنا، فحملانا على الفرقة حتَّى ضرب بعضنا بعضاً، و نحن الآن مجتمعون على بيعته، و قد أقال العثرة، و عفا عن المسيء، أ فتأمرنا أن ننتضي أسيافنا و يضرب بعضنا بعضاً ليكون معاوية أميراً؟ و اللَّه، ليوم من أيّام
[1]. الأغاني: ج 17 ص 158، تاريخ الطبري: ج 5 ص 279، الكامل في التاريخ: ج 2 ص 499.