فجاؤوا فقالوا: يا مالِكُ، قتلتَ الرَّجُل؟
قال: اخبركم أنّ النَّاقة ترأم [1] ولدها. اخرجوا عنّي قبَّحكم اللَّه، أخبرتكم أنّي قتلته [2].
99 كتابه 7 إلى ابن بُدَيْل
ذكروا أنَّه قدم عبد اللَّه بن بُدَيْل بن وَرْقاء الخُزاعِيّ إلى الأنبار، و أتبعه كتاباً منه [و هذا نصّه:]
«من عَبدِ اللَّهِ عليّ أميرِالمؤمنين، إلى عَبدِ اللَّهِ بنِ بُدَيْلٍ، سلامٌ علَيكَ. أمَّا بَعْدُ؛ فإنَّهُ بَدا لِيَ المَقامُ بِشاطِىء الفُراتِ لِحمَّامِ عبد اللَّه، فليجئني عَبدُ اللَّه بِنُ عبَّاسٍ بِمَنْ مَعَهُ، وحُرَيْثَ بنَ جابِرٍ. وانظُر جُندَكَ فأقِم بِهِم بالمَكانِ الَّذي أنتَ بِهِ، وإيَّاكَ ومُواقَعَةَ أحَدٍ مِن خَيلِ العَدُوِّ حَتَّى أتقدَّمَ علَيكَ وأَذْكِ [3] العُيونَ نَحوهُم، ولْيَكُن مَعَ عُيونِكَ مِنَ السِّلاحِ ما يُباشِرونَ بِهِ القِتالَ، ولْتَكُن عُيونُكَ الشُّجعانُ مِن جُندِكَ، فَإنَّ الجَبانَ لا يأتِيكَ بِصِحَّةِ الأمرِ. وانتَهِ إلى أمرِي ومَن قِبلَكَ بإذنِ اللَّهِ، والسَّلامُ.» [4]
عَبدُ اللَّهِ بنُ بُدَيْل
عبد اللَّه بن بُدَيْل بن وَرْقاء الخُزاعِيّ، أسلم قبل فتح مكّة [5]، و شهد حُنَيناً،
[1] تَعطِف عليه فتشُمُّه و تَتَرَشَّفه (النهاية: 2/ 176).
[2]. وقعة صفّين: ص 140.
[3] أي: أدلّ.
[4]. المعيار و الموازنة: ص 130.
[5]. تاريخ الإسلام للذهبي: ج 3 ص 567، الاستيعاب: ج 3 ص 9 الرقم 1489، اسد الغابة: ج 3 ص 184 الرقم 2834، تقريب التهذيب: ج 296 ص 3225 و فيه «يوم الفتح» بدل «قبل فتح».