و العُتُوُّ مِن خَليْقَتِكَ، فشمِّر للحرب، و اصْبِر للضَّربِ، فو اللَّه لِيَرْجِعَنَّ الأمرُ إلى ما عَلِمْتَ، و العاقبةُ للمتّقين.
هيهاتَ هيهاتَ، أخطأكَ ما تَمنَّى، و هَوَى قَلبُكَ فِيما هَوَى، فأرْبَعْ على ظِلْعِك، و قِسْ شِبْرَك بِفِترِكَ، تَعلم أيْنَ حالُكَ مِن حالِ مَن تَزِنُ الجبالَ حِلمُهُ، و يَفصِل بيْنَ أهلِ الشَّكِّ عِلمُه، و السَّلام.
فكتب إليه أمير المؤمنين 7:
«أمَّا بَعْدُ، يا ابنَ صَخْرٍ، يا ابنَ اللَّعينِ، يَزِنُ الجِبالَ فيْما زَعَمْتَ حِلمُكَ، ويَفْصِلُ بَيْنَ أهْلِ الشَّكِّ عِلمُكَ، وأنْتَ الجاهِلُ القَليلُ الفِقْهِ، المُتَفاوِتُ العَقلِ، الشَّارِدُ عَنِ الدِّينِ.
وقُلتَ: فشَمِّر للحربِ، واصْبِرْ، فإنْ كنْتَ صادِقاً فيْما تَزعُمُ ويُعينُك عَلَيْهِ ابنُ النَّابِغَةِ، فدَعِ النَّاسَ جانبِاً، وأعْفِ الفَريْقَينِ مِنَ القِتالِ، وابرُزْ إليَّ لِتَعلَمَ أيُّنا المَرِينُ علَى قلْبهِ، المُغَطَّى علَى بصَرِهِ، فأنَا أبو الحَسَنِ حقَّاً، قاتِلُ أخيكَ وخالِكَ وجدِّكَ شَدْخاً يَوْمَ بَدْرٍ، وَذلِكَ السَّيفُ معي، وبِذَلِكَ القلبِ ألْقَى عَدُوِّي».
[1]
96 كتابه 7 إلى معاوية
«وإِنَّ الْبَغْيَ والزُّورَ يُوتِغَانِ (يذيعان) الْمَرْءَ فِي دِينِهِ ودُنْيَاهُ، ويُبْدِيَانِ خَلَلَهُ عِنْدَ مَنْ يَعِيبُهُ، وقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ غَيْرُ مُدْرِكٍ مَا قُضِيَ فَوَاتُهُ، وقَدْ رَامَ أَقْوَامٌ أَمْراً بِغَيْرِ الْحَقِّ فَتَأَلَّوْا عَلَى اللَّه فَأَكْذَبَهُمْ، فَاحْذَرْ يَوْماً يَغْتَبِطُ فِيهِ مَنْ أَحْمَدَ عَاقِبَةَ عَمَلِهِ، ويَنْدَمُ مَنْ
[1]. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 15 ص 82.