أليفةً، حَتَّى طَمعتَ يا ابن أبي طالِب فتغيَّرتَ، و أصبحت تُعِدُّ نفسَكَ قَوِيّاً على مَن عادَاكَ، بطغامِ أهلِ الحِجازِ، و أوباشِ أهلِ العِراقِ، و حَمْقى الفُسطاطِ، و غَوغَاءِ السَّوادِ، و أيمُ اللَّه، لَينجَلِيَنَّ عنك حمقاها، و ليَنقَشِعَنَّ عَنكَ غَوغاؤها انقشاع السحاب عن السَّماء.
قتلتَ عُثمانَ بن عَفَّانَ، و رَقَيتَ سُلَّماً، أطْلَعكَ اللَّهُ علَيهِ مَطْلعَ سُوءٍ علَيكَ لا لَكَ. و قَتَلتَ الزُّبَيْرَ و طَلْحَةَ، و شَرَّدْتَ بأُمّكَ عائِشَةَ، و نَزَلْتَ بَينَ المِصرَين، فَمَنَّيتَ و تَمَنَّيْتَ، و خُيِّل لَكَ أنَّ الدُّنيا قَدْ سُخِّرَت لَكَ بِخَيلِها و رِجلِها، و إنَّما تَعرِفُ أُمنِيَّتَكَ لَو قَد زُرْتُكَ في المُهاجِرينَ مِن أهلِ الشَّامِ بَقِيَّةِ الإسلامِ، فَيُحيطُونَ بِكَ مِن وَرائِكَ، ثُمَّ يَقضي اللَّهُ عِلْمَهُ فِيكَ، و السَّلامُ على أولياءِ اللَّهِ. [1]