69 كتابه 7 إلى معاوية
من كتابهِ 7 إلى مُعاوِيَةَ لمّا بلَغَهُ 7 كتابُ مُعاوِيةَ:
«أمَّا بَعْدُ، فإنَّ مَساوِيكَ مَعَ عِلْمِ اللَّهِ تَعالى فِيْكَ، حالَتْ بيْنَك وبَيْنَ أنْ يَصْلُحَ لَكَ أمْرُكَ، وأنْ يَرْعَوِي قَلْبُك.
يابْنَ الصَّخرِ اللَّعِينِ زَعَمْتَ أنْ يَزِنَ الجِبالَ حِلْمُكَ، ويَفْصِلَ بيْنَ أهْلِ الشَّكِّ عِلْمُكَ، وأنْتَ الجِلْفُ المُنافِقُ الأغْلَفُ القَلْبُ، القَلِيلُ العَقْل، الجَبانُ الرَّذْلُ، فإنْ كُنْتَ صادِقاً فِيما تَسْطُرُ، ويُعِينُك علَيْهِ أخُو بَنِي سَهْمٍ، فَدَعِ النَّاسَ جانِباً، وتَيَسَّرْ لِما دَعَوْتَنِي إليْه من الحَرْب، والصَّبرِ على الضَّرْبِ، وأعْفِ الفَرِيْقَينِ من القِتالِ، ليُعْلَمَ أيُّنا المَرينُ علَى قَلْبِه، المُغَطَّى علَى بَصَرِهِ، فأنَا أبُو الحَسَن، قاتِل جَدِّكَ وأخِيْكَ وخَالِكَ، وما أنْتَ مِنْهم ببَعِيدٍ، والسَّلامُ».
[1]
70 كتابه 7 إلى معاوية
«أمَّا بَعْدُ، فطَالَ ما دَعوْتَ أنْتَ وأوْلياؤُك أوْلِياءُ الشَّيْطانِ الحقَّ أساطِيرَ، ونَبَذْتُمُوه وَراءَ ظُهُورِكم، وحَاوَلْتُم إطفاءَ ه بأفْواهِكُم، «وَيَأْبَى اللَّهُ إِلآَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ و وَلَوْ كَرِهَ الْكَفِرُونَ» [2].
ولَعَمْرِي لَيُنْفذَنَّ العلِمُ فيْكَ، ولَيتِمَّنَّ النُّورُ بصِغَرِك وقَماءَ تِك، ولَتُخْسأنَّ طَرِيداً
[1]. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 16 ص 135، الفتوح: ج 2 ص 435، جمهرة رسائل العرب: ج 1 ص 427.
[2] التوبة: 32.