عن مجلسه، و أمر له بنزل [1]، و حمل إليه مالًا عظيماً، فلما كان من غد جلس، و أرسل إليه فأتاه، فقال له: يا أبا يزيد، كيف تركت عليّاً أخاك؟!
قال: تركته خيراً لنفسه منك، و أنت خير لي منه.
فقال له معاوية: أنت و اللَّه، كما قال الشَّاعر:
و إذا عَدَدتَ فَخارَ آلِ مُحرِّقٍ * * * فالمجدُ مِنهم في بَنِي عَتَّابِ
فمحلّ المجد من بني هاشم منوط فيك يا أبا يزيد، ما تغيّرك الأيام و اللَّيالي.
فقال عَقِيل:
اصبِر لِحَربٍ أنتَ جانِيها * * * لا بُدّ أن تَصلَى بِحامِيها
و أنت و اللَّه، يا بن أبي سُفْيَان كما قال الآخر:
و إذا هوازِنُ أقبلَت بِفَخارِها * * * يوماً فَخَرتُهُمُ بآلِ مُجاشِعِ
بِالحامِلينَ علَى المَوالي غُرمَهُم * * * و الضَّارِبينَ الهامَ يَومَ الفازِعِ
و لكن أنت يا معاوية، إذا افتخرت بنو أمية فبمن تفخر؟
فقال معاوية: عزمت عليك- أبا يزيد- لمَّا أمسكت، فإنّي لم أجلس لهذا، و إنّما أردت أن أسألك عن أصحاب عليّ؛ فإنّك ذو معرفة بهم.
فقال عَقِيل: سَل عمّا بدا لَكَ.
فقال: ميّز لي أصحاب عليّ، و ابدأ بآل صوحان، فإنَّهُم مخاريِقُ الكَلامِ ... [2].
ثَابِتُ بنُ قَيْسٍ
ثابت بن قَيْس بن الخَطيم الأنصاريّ الظَّفَرِيّ. أحد الصَّحابة. كان مع
[1]. النَّزل: ما هُيِّئ للضيف إذا نزلَ عليه. (لسان العرب: ج 11 ص 658).
[2]. مروج الذهب: ج 3 ص 46.