في الحديث: «فقال بثوبه [هكذا]». العرب تجعل القول عبارةً عن جميع الأفعال، وتطلقه على غير الكلام باللسان، فتقول: «قال بيده» أي أخذه، و «قال برجله» أي مشى، و [قال الشاعر]: «قالت له العينان سمعاً وطاعة» أومأت و «قال بالماء على يده» أي قلب، و «قال بثوبه» أي رفعه. وكلّ ذلك على المجاز والاتّساع، كما روي في حديث السهو: «قال: ما يقول ذو اليدين؟ قالوا: صدق» روي أنّهم أومأوا برؤوسهم، أي نعم، ولم يتكلّموا. ويُقال: «قال» بمعنى «أقبل» وبمعنى: مال، واستراح، وضرب، وغلب وغير ذلك. وقد تكرّر ذكر القول بهذه المعاني في الحديث [1]. انتهى.
وفي القاموس:
قال به: غلب به، ومنه: «سبحان من تعطّف بالعزّ وقال به» والقوم بفلان: قتلوه. ابن الأنباري: قال يجيء بمعنى تكلّم وضرب وغلب ومات ومال واستراح وأقبل، ويعبّر بها عن التهيّء للأفعال والاستعداد لها. يقال: قال فأكل، وقال فضرب، وقال فتكلّم، ونحوه. [2] انتهى.
نصّ على الوقف على «في العلم»، وقد سبق تحقيق المقام في كتاب العقل في رواية هشام.
ذكر الآية للاستشهاد على أنّ في الناس من لا يستجيب الحقّ اتّباعاً للهوى، فلو كان الجواب واجباً على الإطلاق غير منوط بملاحظة المقام، لوجب جواب من علم أنّ سؤاله على سبيل التعنّت والمراء والإذاعة المفضية إلى الفساد.
هذا أحد وجوه عدم الوجوب الذي دلّت الآية عليه، وله وجوه اخرى مثل نقصان