ومَنْ قال «كيف» فقد استوصفه، ومَن قال «علام» فقد حمله، ومن قال «أين» فقد أخلى منه، ومن قال «إلىم» فقد وقّته، عالم إذ لا معلوم، وخالق إذ لا مخلوق، وربّ إذ لا مربوب، وإله إذ لا مألوه، وكذلك يوصف ربّنا وهو فوق ما يصفه الواصفون» [1] انتهى.
فتدبّر وتأمّل فإنّه جدير به، سيّما قوله: «السميع لا بأداة، والبصير لا بتفريق آلة» فإنّه إذا قيس بنسخة الكافي لم يَخْفَ ما هو الصواب منهما.
قوله: (بل وَصَفَتْهُ بفعاله، ودَلَّتْ عليه بآياتِه). [ح 7/ 356]
كما في قوله تعالى حكايةً عن قول فرعون: «وَ ما رَبُّ الْعالَمِينَ قالَ رَبُّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ»[2].
قوله: (فأنْجِعوا بما يَحِقُّ عليكم). [ح 7/ 356]
أي فاطلبوا الثواب والأمن من العقاب بما يجب عليكم، إلى آخره.
باب النوادر
قوله: (وجَهِلَنا من جَهِلَنا وإمامةَ المتّقينَ). [ح 3/ 359]
في كتاب التوحيد من باب تفسير قول اللَّه عزّوجلّ: «كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ»[3]، بالإسناد عن أبي جعفر 7، قال: «ونحن المثاني التي أعطاها اللَّه نبيّنا 6، ونحن وجه اللَّه نتقلّب في الأرض بين أظهركم، عرفنا من عرفنا، ومن جهلنا فأمامه اليقين». [4]
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم: «ومن جهلنا فأمامه السعير». [5]
وسيأتي في باب أنّ الأئمّة : ورثوا علم النبيّ وجميع الأنبياء: «فهذه حجّتنا على من أنكر حقُّنا، وجحد ميراثنا، وما منعنا من الكلام، وأمامنا اليقين». [6]
فهذه كلّها شواهدُ على تصحيف ما في الكافي، فالمعنى أنّ الموت سيكشف الغطاء، ويعلم علمَ العيان مَن المحقّ ومَن المبطل حيث لا ينفع الاعتذار. والتعبير عن