«لَمْ يَلِدْ»: لم يخرج منه شيء كثيف كالولد وسائر الأشياء الكثيفة التي تخرج من المخلوقين، ولا شيء لطيف كالنفس، ولا يتشعّب البَدَوات [2]، كالسنه والنوم والخطرة والهمّ والحزن والبهجة والضحك والبكاء والخوف والرجاء والرغبة والسأمة والجوع والشبع، تعالى أن يخرج منه شيء، وأن يتولّد منه شيء كثيف أو لطيف.
«وَ لَمْ يُولَدْ»: لم يتولّد من شيء، ولم يخرج من شيء كما تخرج الأشياء الكثيفة من عناصرها، كالشيء من الشيء، والدابّة من الدابّة، والنبات من الأرض، والماء من الينابيع، والثمار من الأشجار، ولا كما تخرج الأشياء اللطيفة من مراكزها، كالبصر من العين، والسمع من الاذن، والشمّ من الأنف، والذوق من الفم، والكلام من اللسان، والمعرفة والتمييز من القلب، وكالنار من الحجر؛ لا بل هو اللَّه الصمد الذي لا من شيء، ولا في شيء، ولا على شيء، مبدع الأشياء وخالقها، ومنشئ الأشياء بقدرته، يتلاشى ما خلق للفناء بمشيّته، ويبقى ما خلق للبقاء بعلمه؛ فذلكم اللَّه الذي لم يلد ولم يولد، عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال، ولم يكن له كفواً أحد». [3]
باب الحركة و الانتقال
قوله: (وعنه رَفَعَه). [ح 2/ 329]
هذا الحديث والذي قبله أوردهما الصدوق- طاب ثراه- في كتاب التوحيد في باب نفي الزمان والمكان [4]، وذكر للأوّل السند الذي ذكره المصنّف طاب ثراه، ثمّ قال:
«وبهذا الإسناد عن الحسن بن راشد، عن يعقوب بن جعفر الجعفري، عن أبي إبراهيم»