وكذلك يجب تكرارها إذا دخلت على مفردٍ خبرٍ أو صفةٍ أو حالٍ، نحو: زيد لا شاعر ولا كاتب ولا جاء زيد لا ضاحكاً ولا باكياً، ونحو «إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَ لا بِكْرٌ»، [1]«وَ ظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ لا بارِدٍ وَ لا كَرِيمٍ»، [2]«وَ فاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لا مَقْطُوعَةٍ وَ لا مَمْنُوعَةٍ»، [3]«مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ»[4]، وإن كان ما دخلت عليه فعلًا مضارعاً لم يجب تكرارها، نحو: «لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ»، [5]«قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً»[6].
ويتخلّص المضارع بها للاستقبال عند الأكثرين، وخالفهم ابن مالك؛ لصحّة قولهم:
«جاء زيد لا يتكلّم» بالاتّفاق، على أنّ الجملة الحاليّة لا تصدّر بدليل استقبال. [7]
انتهى ما أردنا نقله من كتاب مغني اللّبيب.
والمقصود بالذِّكر أوّلًا وبالذات قوله: «وكذلك يجب تكرارها إذا دخلت على مفرد» كي يعلم أنّ «لا» في قوله 7: «لا جسم ولا صورة» غير العاملة، والباقي من أحكام «لا» ذُكر بالعرض؛ لأنّ الاحتياج إليها في الأحاديث غير قليل، فأحببت أن اذكِّر بها الإخوانَ فيكونَ في ذُكرهم.
في التوحيد والاحتجاج هكذا: «وليس قولي «اللَّه» إثباتَ هذه الحروف: ألف، لام، هاء؛ ولكن ارجع إلى معنى هو شيء خالق الأشياء وصانعها وقعت عليه هذه الحروف، وهو المعنى الذي يسمّى به اللَّه والرّحمن والرحيم والعزيز، وأشباه ذلك من أسمائه، وهو المعبود جلّ وعزّ».