responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الکشف الوافي في شرح أصول الکافي نویسنده : الشیرازي، محمد هادي    جلد : 1  صفحه : 644

«أيُّها السائلُ حُكْمُ اللَّه- عزّ وجلّ- لا يَقومُ له أحَدٌ من خلقه بحقّه، فلمّا حَكَمَ بذلك وَهَبَ لأهل محبّته القوّةَ على معرفته، ووَضَعَ عنهم ثِقْلَ العمل بحقيقة ما هم أهلُه، ووَهَبَ لأهل المعصية القوّةَ على معصيتهم لِسَبْقِ عِلْمِه فيهم، ومَنَعَهُم إطاقةَ القبول منه، فوافَقوا ما سَبَقَ لهم في علمه،

وقوله: (حكم اللَّه عزّ وجلّ) أي حكم اللَّه تعالى مطلقاً سواء كان حكمه في أهل العصيان بالعذاب على عملهم، أو حكمه في أهل الطاعة بالثواب على عملهم.

(لا يقوم له) أي لمعرفته (أحد من خلقه بحقّه) أي بحقّ القيام، أي لا يمكن لأحد أن يعرف الحكمة في حكم اللَّه تعالى من كلّ وجه، وعلى سبيل التفصيل، بل إنّما نعلم على الإجمال أنّ أحكامه تعالى مبنيّة على حِكم ومصالح.

وقوله: (فلمّا حكم بذلك) أي حكم بالعذاب على عمل أهل المعصية، وحكم بالثواب على عمل أهل الطاعة (وهب لأهل محبّته) أي المستحقّين جنّته في علمه من أهل الطاعة والسعادة التي هي عبارة عن جودة العقل التي هي (القوّة على معرفته) وعن شرافة النفس وقوّتها التي (وضع عنهم ثقل العمل بحقيقة) تلك القوّة التي هم أهلها، فالمراد بالموصول في قوله: (ما هم أهله) تلك القوّة، وفي قوله: (ووهب لأهل المعصية) إشارة إلى أنّ ذلك باستحقاقهم، فكأنّهم طلبوه بلسان الاستعداد والاستحقاق، فاعطوه.

والمراد بالقوّة على المعصية الشقاء التي هي عبارة عن رداءة العقل وخسّة النفس وضعفها ومغلوبيّتها عن قوّتي الشهويّة والغضبيّة.

وقوله: (لسبق علمه فيهم) أي بسبب علمه السابق الأزلي بأنّهم يستعدّون ويستحقّون هبة القوّة على معصيتهم.

وقوله: (ومنعهم إطاقة القبول منه) أي إطاقة القبول من اللَّه أوامره ونواهيه باختيارهم بسبب تلك الشقاء.

وقوله: (فواقعوا) بالقاف والعين المهملة من المواقعة. وفي نسخة: «فوافقوا» بالفاء والقاف من الموافقة.

وقوله: (ما سبق لهم في علمه) أي صدر عنهم ما كان في علمه السابق الأزلي أنّه يصدر

نام کتاب : الکشف الوافي في شرح أصول الکافي نویسنده : الشیرازي، محمد هادي    جلد : 1  صفحه : 644
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست