بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه الواحد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد ، ثمّ سلامه وصلواته الدائمة الوافرة على خاتم رسله محمّد الأمجد ، وآله الكرام البررة إلى الأبد. لا ريب أنّ كتاب الكافي (اُصولاً وفروعا وروضة) هو أهمّ الكتب الحديثيّة عند الفرقة الناجية وأدقّها وأجلّها وأضبطها ، وأوّل كتاب تقريباً جمعت فيه الأحاديث بهذه السعة والترتيب والتبويب، ولا زال منذ تأليفه إلى يومنا هذا مصدرا ومرجعا أساسيّا لعلماء الشيعة وغيرهم في مجالات مختلفة . ويؤيّد هذا كثرة الإرجاعات إليه، ووفور مخطوطاته، وشروحه وحواشيه، وتراجمه وطبعاته، أو البحث والتحقيق عنه وحوله ، ولا سيّما ميلان البعض إلى اعتبار جميع أحاديثه وطرقه، أو إلى ما يقربه . كان مؤلّفه ثقة الإسلام أبو جعفر محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكلينيّ الرازيّ السلسليّ البغداديّ أشهر وأوثق وأفضل علما وعملاً عند علماء الفريقين من أن نعرّفه في هذا المقام . [1]
كتاب الروضة من الكافي
واعلم أنّ كتاب الكافي ـ الذي اشتهر فيه من كلام الصاحب عليه السلام أنّه كاف لشيعتنا - على ثلاثة أقسام كما هو المشهور:
[1] اُنظر في ترجمته : رجال النجاشي ، ص377 ؛ رجال الطوسي ، ص135 ؛ الفهرست للطوسي ، ص136 و496 ؛ رجال ابن داود ، ص178 ؛ كشف المحجّة ، ص 159 - 220 ؛ الفوائد الرجاليّة ، ج3 ، ص336 ؛ الخلاصة للحلّي ، ص145 ؛ معالم العلماء ، ص99 .