responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة ميزان الحکمة نویسنده : المحمدي الري شهري، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 8

«وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى ءَامَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَـتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَْرْضِ» . [1] أمّا الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، فيصف دور مناهج الإسلام البنّاءة في تحقيق المجتمع الإنساني المثالي والوفاء بمتطلّباته، على النحو التالي: اِعلَموا ـ عِبادَ اللّه ِ ـ أنَّ المُتَّقينَ ذَهَبوا بِعاجِلِ الدُّنيا وآجِلِ الآخِرَةِ، فَشارَكوا أهلَ الدُّنيا في دُنياهُم، ولَم يُشارِكهُم أهلُ الدُّنيا في آخِرَتِهِم، سَكَنُوا الدُّنيا بِأَفضَلِ ما سُكِنَت، وأكَلوها بِأَفضَلِ ما اُكِلَت، فَحَظوا مِنَ الدُّنيا بِما حَظِيَ بِهِ المُترَفونَ، وأخَذوا مِنها ما أخَذَهُ الجَبابِرَةُ المُتَكَبِّرونَ، ثُمَّ انقَلَبوا عَنها بِالزّادِ المُبَلِّغِ وَالمَتجَرِ الرّابِحِ. [2] لا ريب في أنّ لهذا المنهاج الإلهي الشامل المتكامل، جذوره الضاربة في ميزان الحكمة القرآنية والسنّة ، ومن ثَمّ فإنّ اُصول هذا المنهاج ومرتكزاته في الجزء الذي يسمّى «القرآن» وهو من اللّه سبحانه لفظاً ومعنىً؛ أمّا في نطاق الجزء الذي يطلق عليه «السنّة»، فإنّ ألفاظه وإن كانت من رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، لكن محتواه ـ دون ريب ـ من اللّه سبحانه الذي يقول بشأن نبيّه: «وَ مَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْىٌ يُوحَى» . [3] فبالإضافة إلى مهمّة تبليغ الوحي، فإنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله مكلّف ـ بنصّ القرآن ـ بتبيينه أيضاً: «وَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ» . [4]


[1] الأعراف: 96 .

[2] نهج البلاغة: الكتاب 27 ، بحار الأنوار: ج 33 ص 581 ح 726 . راجع : التنمية الاقتصاديّة في الكتاب والسنّة : ص 49 (القسم الأوّل : أهمّية التقدّم الاقتصادي) .

[3] النجم: 3 و 4 .

[4] النحل: 44 .

نام کتاب : موسوعة ميزان الحکمة نویسنده : المحمدي الري شهري، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست