فَهَل يَخفى عَلى مَن صَحَّ نَظَرُهُ و أعمَلَ فِكرَهُ أنَّ مِثلَ هذَا الَّذي وَصَفتُ مِن تَهيِئَةِ الحَواسِّ وَ المَحسوساتِ بَعضُها يَلقى بَعضا، و تَهيِئَةِ أشياءَ اخَرَ بِها تَتِمُّ الحَواسُّ لا يَكونُ إلّا بِعَمدٍ و تَقديرٍ مِن لَطيفٍ خَبيرٍ؟
فَكِّر يا مُفَضَّلُ، في مَن عَدِمَ البَصَرَ مِنَ النّاسِ و ما يَنالُهُ مِنَ الخَلَلِ في امورِهِ؟ فَإِنَّهُ لا يَعرِفُ مَوضِعَ قَدَمِهِ، ولا يُبصِرُ ما بَينَ يَدَيهِ، فَلا يُفَرِّقُ بَينَ الأَلوانِ، و بَينَ المَنظَرِ الحَسَنِ وَ القَبيحِ، ولا يَرى حُفرَةً إن هَجَمَ عَلَيها، ولا عَدُوّا إن أهوى إلَيهِ بِسَيفٍ، ولا يَكونُ لَهُ سَبيلٌ إلى أن يَعمَلَ شَيئا مِن هذِهِ الصِّناعاتِ، مِثلِ الكِتابَةِ وَ التِّجارَةِ وَ الصِّياغَةِ، حَتّى أنَّهُ لَو لا نَفاذُ ذِهنِهِ لَكانَ بِمَنزِلَةِ الحَجَرِ المُلقى...
تَأَمَّل يا مُفَضَّلُ الجِفنَ عَلَى العَينِ كَيفَ جُعِلَ كَالغِشاءِ، وَ الأَشفارَ كَالأَشراجِ و أولَجَها في هذَا الغارِ، و أظَلَّها بِالحِجابِ و ما عَلَيهِ مِنَ الشَّعرِ.[1]
[1] بحار الأنوار، ج 3، ص 69 نقلًا عن الخبر المشتهر بتوحيد المفضّل.
نام کتاب : دانشنامه احاديث پزشكى نویسنده : محمدی ریشهری، محمد جلد : 1 صفحه : 280