والأمان هو الغاية في التعامل ، وان رفض
المسلمون طلب الأمان لضرورة معينة وظنّ الأعداء انهم استجابوا لهم ، كان ذلك الظن
أماناً لهم ؛ لانّ هدف الإسلام هو حقن الدماء في جميع الأحوال.
قال الإمام جعفر الصادق عليهالسلام : « لو انّ قوماً حاصروا مدينة فسألوهم
الأمان ، فقالوا : لا ، فظنّوا انّهم قالوا : نعم ، فنزلوا إليهم ، كانوا آمنين » [٢].
٦ ـ الوفاء بالعهد
أوجب الإسلام الوفاء بالعهد ، فلا يجوز
نقضه مادام العدو ملتزماً به ، وقد جسد الإسلام بهذا الوجوب السماحة والسلام وحقن
الدماء ، وأثبت للجميع انّه لا يقاتل إلاّ دفاعاً عن المقدسات وعن النفس ردعاً
للعدوان.
قال أمير المؤمنين الإمام عليّ عليهالسلام : « ان وقعت بينك وبين عدوّك قصة عقدت بها صلحاً
وألبسته بها ذِمَّة فحُط عهدك بالوفاء ، وارع ذِمّتك بالأمانة ، واجعل نفسك جنّة
بينك وبين ما اعطيت من عهدك » [٣].
وقال عليهالسلام
: « ما أيقن
بالله من لم يرع عهوده وذِمَّته
» [٤].
وقال عليهالسلام
: « فلا تغدرن
بذِمّتك ، ولا تغفر بعهدك ، ولا تغتلن عدوّك ، فإنه لا يجترئ على الله إلاّ جاهل ،
وقد جعل الله عهده وذِمّته أمناً أفضاه
[١] الكافي ٥ : ٣١ / ٢ ، باب إعطاء الأمان ، كتاب الجهاد.
[٢] وسائل الشيعة ١٥
: ٦٨ / ٤ ، باب جواز إعطاء الأمان ووجوب الوفاء ، كتاب الجهاد.
[٣] تصنيف غرر الحكم
/ عبدالواحد الآمدي : ٢٥٢ ، مكتب الاعلام الإسلامي ، قم ، ١٩٨٧ م.