نام کتاب : سماحة الإسلام وحقوق الأقليّات الدينيّة نویسنده : العذاري، السيد سعيد كاظم جلد : 1 صفحه : 14
ثالثاً
ـ المساواة في الحرية :
الناس ـ في حدود ما شرعه الله تعالى ـ
متساوون في الحرية ، فالإنسان خُلق حرّاً ، فلا عبودية إلا ّلله ولا استعباد من
أحد لأحد ، قال تعالى :(مَا كَان
َلِبَشَرٍأَن ْيُوَْتِيَهُ الله الْكِتَاب َوَالْحُكْم َوَالنُّبُوَّة َثُمَّ
يَقُول َلِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ)[١].
فلا يحقّ للإنسان ـ وإن كان في قمة
التمتع بالخصائص المعنوية والروحية ـ أن يستعبد غيره ، فالانسان مولود ترافقه
الحرية في جميع مراحل حياته ، وقد خلقه الله تعالى على هذه الشاكلة ، قال الإمام
عليّ عليهالسلام : « ولا تكن
عبد غيرك وقد جعلك الله حرّاً » [٢].
وقال عليهالسلام
: « ان آدم لم يلد عبداً ولا أمة ، وإنّ الناس كلهم أحرار » [٣].
فالناس أحرار في علاقات بعضهم ببعض ،
وهم عبيد إلى الله وحده ، ومتساوون في هذه العبودية التي تستلزم نفي جميع الوان
العبودية لغيره تعالى ، وان كان مقرباً إليه تعالى طبقاً لموازين ومعايير القرب
منه سبحانه ، كأن يكون رسولاً منه إلى البشرية ، قال تعالى : (وَإِذْ
قَالَ الله يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أأنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي
وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ
أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ... مَا قُلْتُ لَهُمْ
إِلا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ
... )[٤].